في ليلة كرنفالية امتزجت فيها أنوار مهرجان الجنادرية (28) المتلألئة .. مع عبق وإرث نجران الأرض والتاريخ .. ليلة (همس) فيها البياض والوفاء في أذن الوطن .. وقال له .. أنظر إلي شبابك ورجالك المخلصين .. أنهم أهل نجران الكرام .. قدموا إليك من مهجة القلب .. من هناك من جنوبك الأشم .. من آخر حدود ربعك الغالي .. من على قمم رعوم وأبو همدان وأبا الرشاش.. من على ضفاف وادي نجران العظيم .. من بلد الآثار حيث الأخدود مدينة المؤمنين .. وآبار حمى.. من (نجراميتروبوليس) كما أسماها بطليموس .. من ديار حكيم العرب وخطيبهم قس بن ساعدة الأيادي .. قدموا إليك أيها الوطن الكبير بقلوبً مفعمة بالحب ولا تعرف سوى الصدق والولاء .. إرثهم وتاريخهم المعهود منذ عهد الآباء والأجداد.. أقبلوا (بالمذيل) يحملون بيارق العزة والفخر والتقدم والرخاء يدا بيد مع أميرهم واخيهم و(عراب) انجازاتهم التنموية مشعل بن عبدالله بن العزيز .. وقد (تزينوا) بالجنابي والخناجر موروثهم الأزلي الشامخ .. حضروا بقلوبهم النقية ونفوسهم السامية .. يدفعهم الأمل في رسم لوحة فرح على محيا الوطن الحبيب ..و(ل) ينالوا شرف الوقوف جنبا الى جنب مع إخوانهم من بقية مناطق الوطن. هذا العرس التراثي الكرنفالي .. صيحاتهم أن شلوا (الزامل) تمطر فخر وتسيل عز وكرامة .. وأن جابوا (الرازف) أو ( المثلوثة) أو لعبوا (بالمرافع والطبول ) ترخي لهم الدهشة مسامعها .. وتوقف على عتبات الساحة الآلاف الجموع ! وفي هذه الليلة القمرية الحالمة..النجرانية الملامح والقسمات..السعودية الحب والانتماء والولاء .. تم تدشين القرية التراثية التابعة لمنطقة نجران والمقامة على ارض مهرجان الجنادرية للتراث والثقافة على شرف صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله رئيس لحرس الوطني ورئيس اللجنة العليا للمهرجان .. وقد كان الحفل آخاذا وبهيجاً .. جميلا في حضوره بوجود نخبة من أصحاب السمو الأمراء والسفراء ووجهاء المجتمع السعودي والنجراني .. حضروا بكل حب ملبين للدعوة الكريمة من الأمير الكريم .. في ختام تلك الليلة الجميلة كان خادم الحرمين الشريفين حاضراً بسلامه الذي اوصله للجموع الغفيرة راعي الحفل صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني رئيس اللجنة العليا للمهرجان الوطني للتراث والثقافة الذي قال ” خادم الحرمين الشريفين يسلم عليكم يا أهالي نجران واحداً واحداً ” .