كانت رسالة خادم الحرمين الشريفين التي نقلها وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني رئيس اللجنة العليا للمهرجان الوطني للتراث والثقافة، الأمير متعب بن عبدالله، لأهل نجران مساء أول من أمس "مسك الختام" لحفل تدشين القرية التراثية لمنطقة نجران ب"الجنادرية" وسط حضور رسمي وشعبي كبير. وفي رعايته الحفل الخطابي والشعبي نقل الأمير متعب بن عبدالله تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين لأهالي نجران، قائلا: إن رسالة سيدي خادم الحرمين الشريفين يقول لكم فيها .. سلّم لي على أهل نجران فردا فردا ، فلهم مكان خاص في نفسي، والقصائد التي سمعناها اليوم والشيلات كل كلمة فيها أعلم والله إنكم تعنونها". ثم أكد تلك المكانة بمشاركة فرقة الثقافة والفنون في أداء لون "الرزفة" . وكان الحفل انطلق بآيات من القرآن الكريم ثم عرض مرئي عن "قرية نجران التراثية" بعد ذلك ألقى أمير منطقة نجران الأمير مشعل بن عبدالله كلمة رحب فيها بالأمير متعب، مؤكداً أن المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية منذ انطلاقته الأولى وهو يحظى باهتمام ومتابعة الجميع في أرجاء الوطن بل تعدى ذلك إلى كثير من الدول وأصبح يستقبل كل عام كثيرا من رجال الثقافة والفكر والأدب وكذلك يستقبل كل عام دولة كضيف شرف وهذا يدل على أن المهرجان يحظى بمتابعة محلية وعالمية وأضاف: أن خادم الحرمين الشريفين يولي مهرجان الجنادرية اهتماما كبيرا إيمانا منه "حفظه الله" بأهمية التراث والثقافة وأهمية ما تزخر به المملكة من موروث تاريخي وتراثي في معظم مناطق المملكة ليكون المواطن على معرفة دائمة بتراث وأصالة الوطن، وإننا في منطقة نجران حرصنا على أن يكون للمنطقة قرية تراثية على أرض المهرجان وقد تحقق ذلك - بحمد الله - نظرا لما لنجران من أهمية تاريخية وتراثية لا يمكن تجاهلها فهي تضم آثار الأخدود وقصة أصحاب الأخدود التي ورد ذكرها في سورة البروج في القرآن الكريم وتضم آبار حمى ومواقع أثرية أخرى وتتميز بطراز معماري فريد تم تجسيده على أرض هذه القرية من خلال المباني المختلفة وسوق للحرف اليدوية وركن للآثار والفنون ومرافق أخرى. وألقى رئيس اللجنة التنفيذية والتحضيرية لمشروع القرية صالح السيد كلمة أكد فيها على الدعم المتواصل وغير المحدود من خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - لمهرجان الجنادرية منذ انطلاقته وحتى الوقت الحاضر الذي يبرز القيم الدينية والاجتماعية التي تمتد جذورها في أعماق التاريخ لهذا الوطن، وإيجاد صيغة للتلاحم بين الموروث الشعبي بجميع جوانبه ويبين الإنجازات الحضارية التي تعيشها المملكة العربية السعودية على الأصعدة كافة. وتخلل الحفل مشاركات شعرية وشيلات للشعراء حمد شايع آل عمر وسعد اليامي وحمد بن فتان آل مطارد وحسين آل لبيد. ثم عبر أهالي نجران عن ترحيبهم بالأمير متعب بن عبدالله من خلال الموروث الشعبي "الزامل". وفي نهاية الحفل كرم الأمير متعب بن عبدالله المشاركين والداعمين للحفل. من جهته قال رئيس جمعية الثقافة والفنون محمد ناصر آل مردف في تصريح ل"الوطن": تم إنشاء القرية التراثية لمنطقة نجران على مساحة تقدر بأكثر من عشرة آلاف متر مربع، وتضم نماذج من البيوت النجرانية الطينية وسوقا للحرف اليدوية، ليقوم الحرفي بمزاولة حرفته من خلال السوق وأمام الزوار، كما أن القرية تضم ركن الأخدود وركنا لجوانب الثقافة والفنون، وتم تخصيص حيز لأداء الألوان الشعبية النجرانية في ساحة القرية وبيت شعر ومطعم وصالة لاستقبال الزوار الرسميين وتضم القرية أيضا مبنى "الدرب"الذي يتكون من سبعة أدوار وهو مبني من الطين مع استخدام الأخشاب والجريد في الأسقف. وأضاف: قرية نجران التراثية تضم أيضا مبنى "المشولق" وهو من أقدم الأبنية المستخدمة في نجران كما تضم مبنى "المقدم" الذي يتكون من ثلاثة طوابق وفناء. وأوضح آل مردف أن الفنون الشعبية تعكس ذوق وعادات وتقاليد المجتمعات ومن أنواع الفنون بنجران "الزامل– الرزفة – لعبة الطبول – الشرح – المثلوثة".