شارك ألوف المصريين يوم السبت في مظاهرات بالقاهرة ومحافظات أخرى للمطالبة بإسقاط الرئيس محمد مرسي الذي يقول سياسيون ونشطاء إنه فشل في تحقيق أهداف الانتفاضة التي أطاحت بسلفه حسني مبارك في 2011. وأطلقت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع على نحو ألفي متظاهر أمام دار القضاء العالي في وسط القاهرة خلال قيام عدد منهم بالطرق بقوة على بابها الرئيسي فيما بدا أنها محاولة اقتحام. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية عن مسؤول بوزارة الصحة قوله ان سبعة مصابين في الأحداث نقلوا الى المستشفى لتلقي العلاج. ودعت حركة شباب 6 ابريل الي المظاهرات إحياء للذكرى السنوية الخامسة لتأسيسها واستجابت أحزاب وحركات سياسية أخرى للدعوة. وقال شاهد من رويترز إن الشرطة المتحصنة بدار القضاء العالي التي تضم محاكم عليا ومكتب النائب العام أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع من الطابق الثاني وإن المتظاهرين تراجعوا في شارعين يطل عليهما المبنى وشارع قريب أمام الهجوم. وأظهرت لقطات تلفزيونية مدرعات تابعة للشرطة تلاحق متظاهرين رشقوها بالحجارة وأشعلوا النار في مخلفات بالشارعين اللذين تطل عليهما دار القضاء العالي لدفع الغاز المسيل للدموع إلى أعلى. وقال شريف الروبي المتحدث الإعلامي باسم حركة شباب 6 ابريل (الجبهة الديمقراطية) لرويترز “بدأنا الفعاليات بحصار البورصة (في وسط القاهرة) لمدة نصف ساعة.” وأضاف أن أعضاء بالحركة انتقلوا بعد حصار البورصة في حافلات إلى قصر الاتحادية الرئاسي في شرق القاهرة وتظاهروا أمامه لمدة زادت على الساعة. وتابع قائلا “ذبحنا خروفا ونثرنا دمه على باب القصر إحتجاجا على وجود مرسي فيه. علقنا رأس الخروف على الباب.” واعتاد نشطاء أن يصفوا قيادات وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين التي جاء منها الرئيس المصري بأنهم “خرفان”. ونظم المتظاهرون في القاهرة هذه المسيرات في إطار ما سمي “سبت الغضب” رددوا خلالها هتافات من بينها “الشعب يريد إسقاط النظام” وهو الهتاف الذي تردد بقوة اثناء الانتفاضة ضد مبارك والتي استمرت 18 يوما. وكانت حركة شباب 6 ابريل (جبهة أحمد ماهر) قد دعمت مرسي في جولة الإعادة في انتخابات الرئاسة ضد أحمد شفيق آخر رئيس للوزراء في عهد مبارك لكنها قالت بعد شهور من تنصيبه إنه لم ينفذ وعده بإقامة نظام سياسي مدني يضمن تداول السلطة. وهتف متظاهرون في أكثر من مسيرة بالقاهرة “جيكا جيكا يا ولد دمك بيحرر بلد” في إشارة إلى شاب ينتمي لحركة شباب 6 ابريل قتل في احتجاجات عنيفة شهدتها الشهور الماضية من رئاسة مرسي. كما هتفوا قائلين “دكتاتور.. دكتاتور يلا يا مرسي عليك الدور”. ويقول سياسيون ونشطون إن إعلانا دستوريا أصدره مرسي في نوفمبر تشرين الثاني وسع سلطاته وحوله إلى “فرعون”. وقال مرسي إنه أصدر الإعلان الدستوري للإسراع بإعادة بناء مؤسسات الدولة واتهم معارضي سياساته بقيادة ثورة مضادة. وقال أيضا إنه لن يسمح بالرجوع عن خطوات اتخذت اثناء حكمه منها إصدار دستور للبلاد يطالب المعارضون بإدخال تعديلات كبيرة عليه قائلين إن الدستور الذي صاغته جمعية تأسيسية هيمن عليها الإسلاميون ينتقص من حقوق المسيحيين والنساء ولا يضمن تداول السلطة. وقال مرسي في تصريحات في الآونة الأخيرة إن العودة عن الخطوات التي اتخذت في عهده “دونها الرقاب وأولها رقبتي.” وفي مدينة المنصورة بدلتا النيل قالت شاهدة من رويترز إن متظاهرين أشعلوا النار في دمية لمرسي. وشارك مئات النشطين في مظاهرات أيضا بمدن المحلة الكبرى والزقازيق ودمنهور بدلتا النيل ومدينة المنيا جنوبي القاهرة. وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط إن مظاهرات نظمت أيضا في العريش بمحافظة شمال سناء. وكان لحركة شباب 6 ابريل دور بارز في الانتفاضة التي اطاحت بمبارك واحتجاجات سبقتها.