قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف يوم السبت إن الحرب الأهلية السورية وصلت إلى طريق مسدود وإن الجهود الدولية الرامية إلى إقناع الرئيس السوري بشار الأسد بالرحيل ستبوء بالفشل. ويقاتل المعارضون الذين يسعون للإطاحة بالأسد - وأغلبهم من السنة - على أطراف العاصمة دمشق ويتقدمون ناحية الجنوب من معاقلهم الشمالية في حلب وإدلب إلى محافظة حماة وسط البلاد.
غير أن الأسد الذي ينتمي إلى الأقلية العلوية يرد بالقصف المدفعي والهجمات الجوية وقال حلف شمال الأطلسي الذي ينشر أنظمة دفاعية مضادة للصواريخ في تركيا المجاورة إن الرئيس السوري استخدم أيضا صواريخ من نوع سكود.
ونقلت تقارير إعلامية عن مبعوث الكرملين للشرق الأوسط قوله في وقت سابق الشهر الجاري إن المعارضين قد يهزمون قوات الأسد وإن موسكو تستعد لإجلاء محتمل لرعاياها في أقوى مؤشر حتى الآن على أن روسيا تستعد لمرحلة ما بعد الأسد.
جاء ذلك بعد دعوات من القوى الغربية وبعض الدول العربية للأسد بالتنحي قبل أن يجلب الصراع المستمر منذ 21 شهرا في سوريا مزيدا من الدمار والذي يقول نشطاء إنه أودى بحياة أكثر من 44 ألف شخص.
غير أن لافروف قال إن الرئيس السوري لن يذعن للضغوط التي يمارسها معارضوه أو الزعماء المتعاطفون معه في موسكو وبكين.
وقال للصحفيين على متن طائرة حكومية في طريق عودته لموسكو عقب قمة روسيا والاتحاد الأوروبي في بروكسل "اسمع.. لن ينتصر أحد في هذه الحرب. الأسد لن يذهب إلى أي مكان أيا كان القائل سواء الصين أو روسيا."
وأشار لافروف إلى أن روسيا رفضت طلبا من دول في المنطقة للضغط على الأسد للرحيل أو لمنحه ملاذا آمنا محذرا من أن رحيله قد يؤدي لاحتدام القتال.
وقال لافروف إن السلطات السورية تجمع الأسلحة الكيماوية في منطقة أو منطقتين وهي "تحت السيطرة" في الوقت الحالي.
وأضاف "حاليا تبذل الحكومة (السورية) قصارى جهدها لتأمين (الأسلحة الكيماوية) حسب بيانات المخابرات المتاحة لنا وللغرب."
وقالت دول غربية قبل ثلاثة أسابيع إن حكومة الأسد ربما تستعد لاستخدام الغاز السام لمواجهة المعارضين الذين يتحصنون حول العاصمة ويسيطرون على ريف حلب وإدلب في الشمال.
وفي محافظة حماة وسط البلاد التي يقول معارضون إنهم سيطروا على معظم ريفها إلى الغرب من مدينة حماة هدد مقاتلون باقتحام بلدتين تقطنهما أغلبية مسيحية قالوا إن قوات الأسد تستخدمهما قاعدتين لمهاجمتهم.
وأظهر مقطع مصور نشره المعارضون على الإنترنت سبعة مقاتلين مسلحين من كتيبة الأنصار يطالبون سكان بلدتي محردة والسقيلية بطرد قوات الأسد.
وفي حلب قال القيادي المعارض العقيد عبد الجبار العكيدي إن مقاتليه يفكرون في فرض منطقة حظر جوي في سماء حلب مجددا تحذيره من أنهم سيهاجمون الطائرات التي تستخدم مطار المدينة.
وكان قناصة أطلقوا النار على طائرة تستعد للإقلاع من حلب يوم الخميس مما أجبرها على إلغاء رحلتها.
وقال العكيدي لرويترز إن المطار كان يستخدم باعتباره مطارا عسكريا لنقل القوات والحرس الثوري الإيراني. وأضاف أن المعارضين سيمنعون الطائرات من الطيران في المجال الجوي السوري وسيفرضون منطقة حظر جوي.
وفي دمشق قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن سيارة ملغومة انفجرت في حي القابون شرق دمشق يوم السبت مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة عشرات آخرين بجروح.
وأظهر مقطع مصور قال نشطاء إنه جرى تصويره في موقع الانفجار سيارة بيضاء تشتعل فيها النيران وسط شارع مليء بالكتل الخرسانية وقطع الأثاث التي تناثرت إثر انهيار مبنى واحد على الأقل.
وأشار المرصد السوري - الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويراقب العنف الدائر في أنحاء سوريا عبر شبكة من المصادر في الميدان - إلى وقوع اشتباكات بين معارضين وقوات الأسد على الحدود الجنوبية لمخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين والذي سيطر عليه مقاتلو المعارضة الأسبوع الماضي.
ولقي ثلاثة أشخاص حتفهم برصاص قناصة وأرسل الجيش تعزيزات إلى محيط اليرموك الذي يطلق عليه وصف مخيم ولكنه في واقع الأمر منطقة مكتظة بالمباني الخرسانية التي تأوي أبناء وأحفاد الفلسطينيين الفارين من الحرب عام 1948.
ويقول المرصد السوري إن 44 ألف شخص قتلوا في سوريا منذ اندلاع الانتفاضة على الأسد في مارس آذار عام 2011.
وقال مصدر بالجامعة العربية إن المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي - الذي سعى لإقامة هدنة مدتها أربعة أيام في نوفمبر تشرين الثاني بمناسبة عيد الأضحى دون أن تكلل جهود بالنجاح - سيزور سوريا خلال الأيام القليلة القادمة لإجراء محادثات مع الأسد.
وقال المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه لرويترز إنه لم يتحدد موعد معلن لهذه الزيارة لكنه أضاف انه من المتوقع أن تتم "في غضون الأيام القليلة القادمة".
وأ ضاف "لا يريد فريق الأخضر الإبراهيمي إعلان موعد الزيارة مبكرا ربما لأسباب أمنية أو إدارية."