تستمر لليوم السادس على التوالي الاربعاء الاشتباكات العنيفة في احياء مدينة حلب بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية التي استقدمت تعزيزات الى المدينة، وذلك بعد ان استعادت قوات النظام السيطرة تقريبا على مجمل احياء دمشق. وقتل 37 شخصا في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا الاربعاء، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان وذلك غداة يوم دام حصد 158 قتيلا. ولا تزال الجبهات مشتعلة في مدينة حلب الرئة الاقتصادية لسوريا، التي ظلت لاشهر طويلة في منأى عن حركة الاحتجاجات الى ان تصاعدت فيها حركة التظاهرات ضد النظام قبل حوالى ثلاثة اشهر ثم اندلعت فيها المعارك الاسبوع الماضي مترافقة مع اعلان الجيش السوري الحر بدء "معركة تحرير حلب". وقال المرصد ان حيي بستان القصر وصلاح الدين في مدينة حلب يشهدان "اشتباكات عنيفة" وان القوات النظامية "تستخدم الطائرات الحوامة" في قصف احياء الصاخور وطريق الباب والشعار وقاضي عسكر وصلاح الدين. وكانت الاشتباكات شملت فجرا احياء سيف الدولة والميرديان والجميلية. وتترافق المعارك مع حركة نزوح كثيفة للاهالي. وحلقت طائرات حربية بكثافة الثلاثاء في اجواء المدينة، خارقة جدار الصوت، بحسب ما ذكر المرصد وناشطون، من دون ان تلجأ الى القصف. واعلن ناشطون خلال الايام الماضية ان الجيش السوي الحر سيطر على اجزاء من احياء عدة في حلب بينها صلاح الدين. وكان المتحدث باسم المجلس العسكري في حلب التابع للجيش السوري الحر العقيد عبد الجبار العكيدي قال لوكالة فرانس برس ليلا ان "عددا كبيرا من القوات النظامية تتحرك من جبل الزاوية في محافظة ادلب (شمال غرب) الى حلب". ولا يمكن التأكد من هذه المعلومات على الارض بسبب صعوبة الوصول الى مناطق المعارك بالنسبة الى الصحافيين. في دمشق، يتعرض حي الحجر الاسود في جنوب العاصمة لقصف من طائرات حوامة ورشاشات ثقيلة من القوات النظامية التي تحاول السيطرة على الحي، بحسب المرصد. واستعادت قوات النظام خلال الايام الماضية السيطرة على معظم احياء العاصمة، باستثناء جيوب واحياء صغيرة لا يزال يقاوم فيها المقاتلون المعارضون. في محافظة حمص (وسط)، ذكر المرصد ان القوات النظامية وبينها عناصر من المخابرات الجوية حاولت الليلة الماضية اقتحام السجن المركزي "لانهاء عصيان مستمر" منذ ايام، ما اسفر عن سقوط قتلى وجرحى. وياتي ذلك بعد عصيان في سجن حلب انتهى بالقمع وبثمانية قتلى بين المساجين. وفي ظل استمرار تصاعد وتيرة العنف، غادر نصف اعضاء بعثة المراقبة الدولية دمشق بسبب عجزهم عن القيام بمهام مراقبة وقف اطلاق نار لم يدخل بتاتا حيز التنفيذ منذ اعلانه في نيسان/ابريل. واعلن مساعد الامين العام للامم المتحدة لشؤون عمليات السلام هيرفيه لادسو الموجود في دمشق ان تخفيض عدد افراد بعثة المراقبة يعني تقليصا في المهام الموكلة اليها. ووصل ليلا الى دمشق القائد الجديد لبعثة المراقبين الجنرال باباكار غاي الذي سيخلف الجنرال النروجي روبرت مود. وذكرت قناة "الجزيرة" التلفزيونية القطرية الاربعاء ان السفير السوري في ابو ظبي عبداللطيف الدباغ انشق عن النظام السوري. والدباغ هو زوج القائمة بالاعمال السورية في قبرص لمياء الحريري التي اعلنت انشقاقها عن النظام امس الثلاثاء، بحسب قنوات فضائية عربية. وكان العميد مناف طلاس دعا ليل الثلاثاء الاربعاء في اول ظهور له بعد اعلان انشقاقه عن الجيش السوري في بداية تموز/يوليو، السوريين الى التوحد من اجل "خدمة سوريا ما بعد الاسد". ودعا طلاس في بيان تلاه عبر قناة "العربية" ضرورة "فعل المستحيل من اجل الحفاظ على وحدة سوريا وضمان الشروع في بناء سوريا الجديدة، سوريا التي لا تقوم على الانتقام والاقصاء والاستئثار". في موسكو، دانت وزارة الخارجية العقوبات الاخيرة التي اقرها الاتحاد الاوروبي على سوريا وتنص على تعزيز اجراءات حظر الاسلحة التي تنقلها السفن والطائرات، معتبرة انها تشكل "حصارا". كما دان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف موقف الولاياتالمتحدة من المعارضة السورية معتبرا انه "تبرير للارهاب"، متهما واشنطن بعدم ادانة الاعتداء الذي اودى بحياة اربعة مسؤولين امنيين في دمشق في 18 تموز/يوليو. وصرح نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف الاربعاء ان نظام الرئيس السوري بشار الاسد قدم "ضمانات اكيدة" لروسيا بان الاسلحة الكيميائية مخزنة في امان تام، محذرا دمشق من خطر وقوع هذه الاسلحة "في ايدي المعارضة المسلحة". وكان النظام السوري اقر الاثنين للمرة الاولى بامتلاك اسلحة كيميائية مؤكدا انه لن يستخدمها الا في حال تعرضه اعتداء خارجي. وحذرت دول غربية واسرائيل النظام من مغبة اللجوء الى هذه الاسلحة. وبعد ايام من سيطرة مقاتلين معارضين على بعض المعابر الحدودية مع تركيا، اغلقت تركيا معابرها مع سوريا اعتبارا من الاربعاء "لاسباب امنية"، بحسب ما اكد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية. الا ان المسؤول اوضح ان القرار لن يؤثر على دخول اللاجئين السوريين. ووصل الثلاثاء ضابطان سوريان برتبة لواء الى تركيا بعد انشقاقهما عن الجيش السوري، ليرتفع الى 27 عدد الضباط السوريين المنشقين في تركيا.