قال معالي رئيس مؤسسة البريد السعودي الدكتور محمد بن صالح بنتن، إن أنظمة المعلومات الجغرافية هي البنية التحتية للأنظمة المتقدمة والتقنية وتطبيقات الحكومة الإلكترونية التخطيطية والتنفيذية والخدمية، مؤكدا أن العنوان السعودي أصبح مرجعًا مهمًا للكثير من دول العالم، بعد استخدامه لهذه الأنظمة. وأوضح معاليه في تصريح عقب ختام أعمال الاجتماع الدولي الخامس والثلاثون للجنة الفنية الدولية لإعداد مواصفات المعلومات الجغرافية الرقمية (ISO TC 211) الذي عقد في جدة مؤخرًا، أن الأنظمة الجغرافية مرتبطة في أنظمتها بعمل العديد من الإدارات مثل: إدارة المدن وتخطيطها، أو إدارة الزراعة والري وموارده، أو إدارة الصحة ومنشآتها والأمراض ومحاربتها، وغيرها من القطاعات الاتصالية والتجارية والعسكرية، حيث توفر المعلومات المكانية الضرورية وتساعد على اتخاذ القرارات السليمة في وقتها. وأفاد أن مؤسسات البريد في جميع أنحاء العالم تدرك أن إحدى مهامها الأساسية نقل لمواد من مكان إلى آخر، وضمان وصول هذه المواد مرتبط حتما بصحة ودقة العنوان، موضحا أن البريد السعودي عمل لذلك وبدعم كبير من حكومة المملكة العربية السعودية على تطوير وبناء عنوان معياري جغرافي رقمي موحد لكل مبنى ومنشأة على أرض الوطن المترامي الأطراف ومتعدد الظروف في طبيعته الجغرافية. وأضاف أنه تم بناء العنوان بتسخير إمكانات أحدث تقنيات أنظمة المعلومات الجغرافية لتطبيق الأسس والمعايير لنظام العنونة بشكل آلي، ما أدى إلى الوصول لعنوان مكاني لكل متر مربع على أرض المملكة بدقة متناهية وسرعة تنفيذ كبيرة مقارنة بالأنظمة التقليدية للعنونة. وأبان أنه تم اعتماد العنوان السعودي المعياري من الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة، وأصبح العنوان وسيلة فعالة ليس لإيصال البريد فحسب، بل للاستدلال على المواقع وإجراء مختلف البحوث والدراسات المتعلقة بالبيئة الجغرافية والاجتماعية سواء تلك التي تتعلق بالأبحاث الصحية والبيئية والأمنية أو الخدمات المالية والتجارية والبلدية وغيرها، كما أنه أصبح لكل إنسان على أرض الوطن عنوان خاص به يمكن استخدامه في التحديد المكاني لموقعه أو المواقع المراد الوصول إليها واستخدامه في التواصل مع الآخرين. ولفت الدكتور بنتن إلى أن تجربة البريد السعودي للعنونة باستخدام أنظمة المعلومات الجغرافية حظيت باهتمام دولي كبير، حيث تم مطابقة العنوان واعتماده في المعيار الدولي للعنونة (S42) من منظمة إتحاد البريد الدولي التابع للأمم المتحدة، وأصبح العنوان السعودي مرجعا مهما للكثير من دول العالم، والعديد من الهيئات والمنظمات الدولية، وعلى رأسهم اللجنة الفنية الدولية لإعداد مواصفات المعلومات الجغرافية الرقمية (ISO TC 211) التي اعتبرته واحدا من أفضل التجارب الدولية الناجحة بحسب وثيقة المراجعة للمواصفة.