ذاكر يا سليمان!. أعتقد أن هذه الجملة أكثر تكرار يومي في حياتي هذه الأيام. فكلما رأيت إبني سليمان طلبت منه أن يذاكر دروسه، ودائما ما تكون الإجابة .... قد ذاكرت !.تقع المشكلة في عدم قناعتي بالوقت الذي يقضيه ابني في مراجعة دروسه، فطلبت منه ان يحضر كتاب احد المواد ودفترها فماذا وجدت؟ صدقوني لا يوجد سوى عدد قليل من المسائل التي حلها في الكتاب أما الدفتر فكان شراءة خسارة كبيرة فلم أجد فيه ما يذكر. وعندما سئلته عن سبب ذلك؟ قال هذا الذي اعطانا اياه المدرس. ذهبت لتوضيح المشكلة من المعلم فقال لي إن الطريقة الجديدة في التعليم تعتمد على إجبار الطالب الى الرجوع للكتاب فقد لوحظ في السابق خوف الطلاب من الكتاب فتم الاستغناء عن الدفتر ويحل المسائل في الكتاب. فسألته عن قلة الواجبات لأنني لم أجد عدد كبير من المسائل محلولة في الكتاب، فقال نحن نعتمد أكثر على الامثلة التي تحل جماعيا في الصف فقد لاحظنا قيام الطلاب بنسخ حل الواجبات من بعضهم البعض عن طريق الجوال، وبالتالي لا يوجد فائدة من اعطائهم واجبات، وأردف قائلا احيانا لا نجد وقت حتى لإنهاء الدرس في الحصة. وعندما طلبت منه ان يعطي واجبات للطلاب ومن لم يقم بذلك يتحمل مسئولية نفسه فقال من المسئول اذا حلها الطالب خطأ؟ هل الهدف الحقيقي هو مصلحة الطالب ام مصلحة المدرس وعدم اشغالة وبذل المزيد من الجهد خارج اسوار المدرسة بمبررات مغلفة بإسم مصلحة الطالب؟ حسب وجهة نظري ان الطالب وخصوصا في مادة الرياضيات والفيزياء والكيمياء إذا لم يقم بأداء الواجبات بنفسة ويدرب على القدرة على الحل بطريقة مستقلة فلن ينجح. وسؤالي الأخير، أخي القارئ ما رأيك بفلسفة المدرس حيال اجبار الطالب على العودة للكتاب وتقليل الواجبات لأن الطلاب يتناقلون حلها، وبسبب خوف المدرس من حل الواجب خطا وهو لا يملك الوقت الكافي للتصحيح. في نظري، هذا الموقف يعكس كسل بعض المدرسين وعدم رغبتهم في بذل المزيد من الجهد لصالح طلابنا، ومع الأسف تغليف ذلك بالبحث عن مصلحة الطلاب وهو يعكس واحدة من مشاكل التعليم الكثيرة لدينا. كاتب صحيفة نجران الالكترونية