تحتفل بلادنا العزيزة هذه الأيام بالعيد الوطني ال (82) .. تحت قيادة ملك شامخ بكل ما تحمله هذه الكلمة من معاني .. استوطن قلوب شعبه وبادلهم الشعور بأحسن منه .. فأسكنهم عقله وقلبه .. ملك أيقن بأن الحوار الذي يؤدي إلى التآخي والتقارب والمحبة والاحترام المتبادل هو فرس رهان المرحلة القادمة .. (ف) وضع نصب عينه تأسيس بيئة حوار صادقة وهادفة بين جميع أطياف ومكونات المجتمع .. والأدلة على ذلك كثيرة وفي مقدمتها يأتي مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني .. حيث أولاه الملك عبدالله اهتمام ورعاية خاصة إيمانا منه بأهمية الدور الذي يمكن أن يلعبه هذا الصرح في ترسيخ مفهوم اللحمة الوطنية ووحدة الصف .. ولم تقف طموحات خادم الحرمين الشريفين النبيلة والصادقة عند هذا الحد بل ذهب إلى أبعد من ذلك (ف) نادى بتأسيس مركزا للحوار بين أتباع الأديان والثقافات (ل) تقريب وجهات النظر وتعزيز السلام العالمي .. وتحقق له ذلك بتأسيس مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات ومقره العاصمة النمساوية فيينا .. وهاهو خادم الحرمين الشريفين وتزامنا مع العيد الوطني (82) يذهب إلى أبعد أبعد من ذلك ويدعو حفظة الله مؤخرا في مؤتمر التعاون الإسلامي الذي عقد في مكةالمكرمة في أواخر شهر رمضان الكريم الماضي.. بتأسيس مركزا للحوار بين المذاهب الإسلامية في زمن صعب ونحتاج فيه إلى كل المبادرات والقرارات التي من شأنها تقريب وجهات النظر ودحر الفرقة وتنقية النفوس بين أبناء الدين الإسلامي العظيم .. ويقع على المجتمع بشتى أطيافه وألوانه مسئولية المشاركة في تفعيل هذه المراكز الحوارية الرائدة حتى يتحقق الهدف منها بالشكل الذي يتطلع إليه رائدها ومؤسسها .. ومن خلال هذه المبادرات والنداءات الصادقة يثبت خادم الحرمين الشريفين أطال الله عمره من جديد للعالم أجمع بأننا دعاة سلام وحوار ومحبة .. وهذا هو ديدن هذه الأرض الطيبة منذ خلق الله الأرض وما عليها .. تشرق منها شمس المحبة والسلام والإخاء.. ولا أجد في (دعوة) تأسيس مركز حوار المذاهب سوى النية الصادقة والرغبة الحازمة للوقوف في وجه مثيري الفتن الطائفية والنعرات العنصرية المقيتة .. وسوف (تثمر) بتوفيق من الله عن هذا النهج الحضاري القوانين والأنظمة التي من شأنها أن تكفل للجميع الحياة الكريمة والقائمة على أُسس راسخة من المحبة والاحترام المتبادل .. ويجب علينا أن لا نستعجل النتائج (ف) الألف ميل تبدأ بخطوة.. وخادم الحرمين الشريفين حفظة الله ورعاه (قفز) بهذا الوطن المجيد خطوات كبيرة إلى الأمام خلال هذه السنوات القليلة من عهده الميمون ! وكل عام وأنت يا وطن (شامخ) بقيادتك وشعبك ! يحيى بن محمد آل قريشة كاتب صحيفة نجران نيوز الالكترونية