كم نحلم أن يتحد المسلمون، بل كم نطمح! ولعل الله، جلّ وعلا، يحقق لنا هذا، وتكون الانطلاقة من دعوة خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز، إلى هذه القمة الاستثنائية للتضامن الإسلامي في رحاب البيت العتيق، وقد تكون هذه القمة مفتاح خير على الأمّة الإسلامية. لكن لا بد من البدء في حلحلة المشاكل العالقة بين بعض الدول الإسلامية، وفض جميع النزاعات، وتنقية الأجواء مما علق بها من جراء الصراعات الداخلية بين المسلمين، ومن ثم التأسيس لهذا الاتحاد على أسس راسخة، لا تخضع للأمزجة السياسية المتقلبة، ولا للشواذ من القرارات، فهذه الإجراءات بمثابة التمهيد لولادة اتحاد إسلامي جديد. أمر آخر في غاية الأهمية، ألا وهو بناء هذا الاتحاد على منهج الإسلام العام، بعيداً عن المذهبية، التي أشعل فتيلها أعداء الأمّة، الذين يعزفون على وتر المذهبية، كي يبقى العالم الإسلامي في صراع سرمدي، ليستفيدوا من نتائج ذلك الصراع، متبعين سياستهم المعهودة «فرِّق تسد». أيها القادة إنها ، والله، فرصة عظيمة لميلاد هذا الاتحاد، فالظروف مناسبة، والحاجة ماسة، والشعوب مستعدة، فليظهر الله هذا الأمر في وجود قائد مسلم مخلص، يشعر بكل جزء من العالم الإسلامي، ويتألم لألمه، ويفرح لفرحه، إنه خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز. أيها القادة، من هنا، من مكةالمكرمة، انطلق نبيكم محمد، صلّى الله عليه وسلّم، حاملاً لواء الإسلام، فدينكم واحد، ونبيكم واحد، ولواؤكم واحد، فاتّحدوا، على بركة الله، وسجّلوها للتاريخ، إن فعلتم تغنموا، وتغنم الأمّة من بعدكم، وسيأتي مَنْ يأتي بعدكم، ويفاخر بفعلكم العظيم!! الشرق