في ليالي القدر العظيمة، يجتمع قادة 56 دولة إسلامية على طاولة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في «قصر الصفا» المجاور للحرم المكي الشريف، تلبية لدعوة «صفا» نابعة من قلب رجل يحمل هموم الأمة، ويأمل أن يتحقق من خلالها بروز «النوايا الصافية»، لإصلاح ما يمكن إصلاحه. فمنذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز مقاليد الحكم في المملكة في العام 2005، والهم الإسلامي حاضر في داخله، إذ بمجرد انقضاء 30 يوماً من توليه الحكم، كان قادة دول العالم الإسلامي حاضرين في رحاب الحرم المكي، يؤدون الصلاة بعد اتفاقهم على أجندة عمل للعالم الإسلامي، تعد الأبرز منذ تاريخ المنظمة في العام 1969. وخرجت القمة حينها بتوصيات وخطة عمل اقتصادية، سعت من خلالها الدول الإسلامية الاستفادة من حجم الثروات الضخمة، الذي يتوافر لديها في إنفاذ مشروع اقتصادي يوظف الكوادر والعقول والثروات. وبعد مرور سبعة أعوام، يمكن القول إن القمة نجحت في تحقيق شيء ما في الاقتصاد، يتمثل في رفع حجم التجارة البينية بين دول الأمة، التي يوحدها القرآن الكريم والكعبة وترتيل عبدالرحمن السديس. ولكن الحال لم يعد الحال ذاته في تلك الأيام، فالاقتصاد وعلى رغم أهميته باعتباره عصب حياة الشعوب، لم يعد الملف المهم في أجندة القمة الحالية، التي تأتي في زمن الصراعات الطائفية والمذهبية والربيع العربي، إضافة إلى القضية المحورية سورية. فسورية اليوم أصبحت بمثابة فلسطين جديدة، باختلاف واحد أن القاتل هنا من الداخل، ولم يحضر من الخارج، لذا ستكون المحادثات حول ملفها طوال اليومين الجاريين (أمس واليوم) من النقاشات العامة، التي ستكشف عن صفاء النوايا في الخروج من الأزمة التي يموت بسببها يومياً آلاف الأبرياء من أطفال ونساء ومقهورين. ويأمل 1.2 بليون مسلم في الكرة الأرضية، أن يحقق القادة الحلم البسيط المتمثل في العودة إلى زمان المجد، والمجد المنشود ليس مجداً مرتبطاً برباط الخيل، بقدر ما يبحثون عن مجد علمي وتقني، يضعهم في العالم الأول، ولسان حالهم يردد «لِمَ لا، ونحن أحفاد الخوارزمي وابن سينا وابن رشد».