قال مسؤولون ودبلوماسيون بالاممالمتحدة يوم الخميس ان بعثة المراقبين التابعة للأمم المتحدة في سوريا ستبدأ الانسحاب من البلاد الاسبوع القادم في ضربة جديدة لمحاولات المنظمة الدولية لرعاية اتفاق لانهاء الصراع. وقال السفير الفرنسي لدى الاممالمتحدة جيرار ارو الذي يرأس مجلس الامن للشهر الحالي "ينتهي تفويض بعثة مراقبي الاممالمتحدة في سوريا في 19 اغسطس... سينتهي وجود بعثة مراقبي الاممالمتحدة في سوريا." وقال للصحفيين عقب اجتماع مغلق لمجلس الامن ان شروط تجديد تفويض بعثة المراقبين في سوريا لم تتحقق. ويلقي فشل بعثة المراقبين بمزيد من الشك حول امكانية تحقيق خطة المبعوث الدولي كوفي عنان للسلام المكونة من ست نقاط. ويصف بعض الدبلوماسيين الغربيين الخطة بأنها منتهية بينما يقول آخرون ان من الممكن اعادتها للحياة. ومن المقرر ان يتنحى عنان الامين العام السابق للامم المتحدة والحاصل على جائزة نوبل للسلام عن دوره كوسيط في 31 اغسطس آب. وكان عنان قد انتقد فشل مجلس الامن في التوافق بشأن خطوات كان من شأنها ان تضغط على الحكومة والمعارضة من اجل وقف القتال. وقالت مصادر بالاممالمتحدة اليوم الخميس إن الدبلوماسي الجزائري المخضرم الاخضر الابراهيمي وافق على ان يحل محل عنان كوسيط دولي في سوريا لكن بتفويض مختلف. وقال دبلوماسيون ان الابراهيمي طلب "دعما قويا" من مجلس الامن وقال مصدر مطلع على الامر ان الابراهيمي لن يكمل "النهج الفاشل" لعنان. وقال السفير الروسي فيتالي تشوركين ان الاعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الامن -الولاياتالمتحدةوروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا- ودول اقليمية مهمة سيعقدون اجتماعا بشأن سوريا في نيويورك يوم الجمعة. واضاف انه يأسف لانتهاء تفويض بعثة المراقبة الدولية. وقال تشوركين للصحفيين "نعتقد ان أعضاء المجلس الذين أصروا على عدم استمرار بعثة مراقبي الاممالمتحدة في سوريا لم يظهروا الالتزام بانهاء الأعمال القتالية والعمل على التسوية السياسية في سوريا." ودعت روسيا مرارا إلى استمرار بعثة المراقبين في سوريا. لكن الولاياتالمتحدة تعارض بقاءها في سوريا مع تصعيد قوات الرئيس السوري بشار الاسد لاعمال العنف خلال 17 شهرا من الانتفاضة التي تقودها المعارضة التي تزداد قوة وخبرة وعزما على الاستمرار. واستخدمت موسكو - بمساعدة من بكين - حق النقض ثلاث مرات ضد قرارات لمجلس الامن تنتقد الاسد وتهدد بعقوبات ضد سوريا. ويقول مبعوثون غربيون ان موقف روسيا ادى إلى جمود في المجلس. وتلقي موسكو باللائمة في هذا الجمود على واشنطن وحلفائها وتقول انهم يدعمون مسعى المعارضة نحو "تغيير النظام". وقال مجلس الامن الدولي الشهر الماضي انه لن يجدد تفويض بعثة مراقبي الاممالمتحدة في سوريا التي تم نشرها في ابريل نيسان لمراقبة الهدنة التي لم تتحقق الا بعد ان تتأكد المنظمة من "التوقف عن استخدام الاسلحة الثقيلة وتراجع مستوى العنف من جانب كل الاطراف بشكل كاف." وقال الامين العام للامم المتحدة بان جي مون في رسالة إلى مجلس الامن في 10 اغسطس آب ان ذلك لم يتحقق وان البعثة "لم تتمكن من ممارسة وظائفها الرئيسية بمراقبة وقف العنف." وقال ادموند موليه نائب رئيس عمليات حفظ السلام بالاممالمتحدة للصحفيين ان التفويض القانوني للبعثة سينتهي منتصف ليل الأحد بتوقيت نيويورك (0400 بتوقيت جرينتش) وان انسحاب البعثة بالكامل سيكتمل في 24 اغسطس آب. وقال "من الواضح ان الطرفين اختارا سبيل العنف والصراع المفتوح وان مجال الحوار السياسي ونبذ الاعمال القتالية والوساطة قد اصبح ضيقا جدا جدا في الوقت الحالي لكن ذلك لا يعني اننا يجب الا نشارك في ذلك. واضاف "الموقف على الارض صعب للغاية ... لكن صعوبته لا تعني اننا لا يجب ان نواجه هذا التحدي بمحاولة فتح هذه المجالات السياسية في المستقبل." وعلقت البعثة التي تضم 300 مراقب غير مسلحين معظم انشطتها في 16 يونيو حزيران بسبب تزايد مخاطر العنف. وتضم البعثة في الوقت الحالي ما يزيد على 70 مدنيا يعملون على موضوعات مثل ادخال المساعدات ومراقبة انتهاكات حقوق الانسان. وقال موليه ان بعثة مراقبي الاممالمتحدة في سوريا سيحل محلها مكتب تنسيق سياسي للامم المتحدة يضم بين 20 و30 شخصا من بينهم مستشارون عسكريون وخبراء حقوق انسان وخبراء مساعدات انسانية وازالة الغام. وقال تشوركين ان اجتماع ما يعرف باسم "مجموعة العمل" الخاصة بسوريا سيعقد غدا الجمعة في نيويورك الساعة (1500 بتوقيت جرينتش). وتضم المجموعة إلى جانب روسيا والصين والولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا لاعبين اقليميين مثل تركيا وقطر والكويت والعراق. وقال تشوركين ان السعودية وايران اللتين لم تشاركا في الاجتماع الوزاري للمجموعة في يوليو تموز لن تشاركا في جلسة الجمعة على مستوى السفراء. وانتهى اجتماع المجموعة في يوليو تموز باتفاق على استئناف خطة عنان للسلام وحث الحكومة والمعارضة على وقف القتال.