أبلغت اسرائيل ليون بانيتا وزير الدفاع الامريكي الزائر يوم الاربعاء بأن الوقت ينفد أمام التوصل الى تسوية سلمية للنزاع النووي مع ايران لان العقوبات والتصريحات القوية بشأن عمل عسكري مُحتمل فشلت في تغيير موقف ايران. وتتزايد التكهنات عما اذا كانت اسرائيل ستوجه ضربة عسكرية الى ايران لوقف برنامجها النووي الذي يشتبه الغرب في انه يهدف الى صنع قنبلة نووية لكن طهران تقول انه سلمي بالكامل. وطمأن بانيتا اسرائيل الى ان الولاياتالمتحدة لن تسمح لايران بتطوير سلاح نووي. وباستخدام لهجة صارمة أشار الى ان العمل العسكري ممكن بعد ان تستنفد كل الخيارات الاخرى. وقال بانيتا يوم الأربعاء "هذا لا يتعلق بالاحتواء. انه يتعلق بتوضيح انهم لن يتمكنوا على الاطلاق من حيازة سلاح نووي." وقال في تصريحات اخرى خلال يوم الأربعاء "اذا اتخذوا القرار بالمضي قدما في صنع سلاح نووي ... فلدينا خيارات نحن مستعدون لتنفيذها لضمان عدم حدوث هذا." واشار رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الى ان مثل هذه التصريحات لا تعطي شعورا يذكر بالراحة مشيرا إلى ان بانيتا نفسه قال قبل أشهر قليلة "انه اذا فشلت كل السبل الأخرى فسوف تتصرف امريكا." وقال نتنياهو وهو يقف بجوار بانيتا في مقر رئيس الوزراء في القدس "مهما كانت تصريحاتنا قوية فانها لم تقنع ايران بأننا جادون بشأن منعهم." وقال "في الوقت الراهن يعتقد النظام الايراني ان المجتمع الدولي ليست لديه الارادة لوقف برنامجه النووي. هذا يجب ان يتغير ويجب ان يتغير بسرعة لان وقت حل هذه القضية سلميا ينفد." وأي صراع يمكن ان يجذب بسهولة الولاياتالمتحدة حيث يبرز النقاش بشأن اسرائيل وايران في حملة انتخابات الرئاسة المقرر ان تجري في نوفمبر تشرين الثاني. وزار مرشح الحزب الجمهوري ميت رومني اسرائيل هذا الاسبوع. وتقول اسرائيل -التي تمتنع عن تأكيد امتلاكها ترسانة نووية مشتبه بها- ان الوقت المتبقي قصير قبل ان تدخل ايران "منطقة حصانة" تصبح عندها القنابل الاسرائيلية غير قادرة على اختراق منشآت تخصيب اليورانيوم المدفونة في عمق الارض. والولاياتالمتحدة لديها اسلحة اكثر فعالية تسمح بمزيد من الوقت لنجاح العقوبات. وقال وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك الذي كان يتحدث في مؤتمر صحفي مع بانيتا ان فرص نجاح العقوبات في الضغط على طهران ضئيلة للغاية. وقال باراك "من الواضح اننا سوف نخسر شيئا نتيجة لهذا الوقت الممتد الذي نستخدم خلاله العقوبات والدبلوماسية لان الايرانيين يتحركون الى الامام ليس فقط في التخصيب." وربما كان يشير بذلك الى تطوير صواريخ ايضا. وسلطت زيارة بانيتا لاسرائيل الضوء على العلاقات الامنية القوية بين البلدين. وقال باراك ان تلك العلاقات لم تكن على الاطلاق افضل مما هي عليه الان رغم هواجس اسرائيل بشأن الاستراتيجية الخاصة بايران التي تنتهجها واشنطن والقوى العالمية الاخرى. وقال رومني اثناء زيارته لاسرائيل التي انتهت يوم الاثنين انه يجب استخدام "أي تدابير وكل التدابير" لابقاء ايران بعيدة عن تطوير سلاح نووي. وحتى مع تشديد العقوبات فان اشنطن تعزز الدفاعات الاسرائيلية. وأعلن اوباما الاسبوع الماضي انه سيفرج عن 70 مليون دولار في تمويل تمت الموافقة عليه لمشروع القبة الحديدية للحماية من الصواريخ الفلسطينية وهو ما تدعمه بقوة جماعات الضغط الامريكية القوية المؤيدة لاسرائيل. ويوم الثلاثاء فرض اوباما عقوبات امريكية جديدة على البنوك الاجنبية التي تساعد ايران على بيع نفطها. وحصل اوباما على 78 في المئة من اصوات اليهود في انتخابات عام 2008 لكن استطلاعا في انحاء البلاد اجراه معهد جالوب في يونيو حزيران أظهر ان شعبيته تراجعت الى 64 في المئة مقارنة مع 29 في المئة لرومني. والمبارزة السياسية في حملة الانتخابات الامريكية تتكرر في اسرائيل التي تتحدث وسائل اعلامها عن الهواجس بين كبار ضباط الجيش فيما يتعلق بشن هجوم منفرد على ايران. وتكثر التكهنات بأن نتنياهو يريد اتخاذ اجراء قبل احتمال اعادة انتخاب اوباما في نوفمبر تشرين الثاني. وقالت صحيفة هاارتس الاسرائيلية الليبرالية اليومية في تحليل بصفحتها الاولى ان "الصراع وراء الكواليس بشأن مهاجمة ايران وصل الى نقطة الغليان."