بعد بحث مضني استمر أحد عشر شهراٌ وجدوا الله أخيراٌ وامنوا به. وأختزلوه في ايام محدوده, فقاموا بالسجود والدعاء أملاٌ في الغفران , هكذا ظنوا, وقالوا هو هناك حيث الشهر الكريم الذي أنزل فيه القران شهر الاسلام والمسلمين إنه " رمضان المعظم" . ولكن الحقيقه كان ومازال الله موجوداُ, ولكنهم قتلوه بداخلهم , قتلوه بكل دم بارد من أجل شهواتهم وحب البقاء. هنا نخبرهم أنها لا تستويان حب الله و طلب البقاء. وزادوا على ذلك إجراماٌ فلم تفلت منهم الموتى. فقد أعادوا إحيائهم من جديد , وركزوا في هذه الحياه الاخرى على جانبهم المظلم القائم على القتل والخيانه وعلى التفرقه والعنصريه المقيته, وجعلوا منها طريقاٌ يستدل به لمستقبلهم , وأيضاٌ نشروا عبر الأثير و الهواء صفحاتهم للقراء و المستمعين , ومن خلالها أداروا معاركهم عبر الفضاء وزرعوا البغضاء كي يصبح الجو مسموما لا يصلح للحياه. لم يعلموا نوع المأساه التي يعيشها الموتى عند ذكر سيئاتهم , وانهم بهذا قتلوهم مرتين. لماذا لم يحيوا أمجادهم في سبيل الدفاع المقدس , و ملاحم البطولات التي سجلها التاريخ ؟ ولماذا لم يذكروا تقاسمهم لقمة العيش في زمن المجاعات ؟ لمصلحة من كل هذا ؟ أم أن الحياة أصبحت ملك لهم و وجب على الاخرين مغادرتها. أقول لهم : سحقاٌ لكم من أجيال تعيش على الماضي الأليم , لا ترون إلا السواد. هل تعلمون من أنتم ؟ أنتم البؤساء والمعدمين و عالمكم على بعد إنشات من صورتكم في بحر النظره الضيقه. تذكرت هنا مقولة للكاتب الكبير " تركي الحمد " عندما قال " الله والشيطان وجهان لعمله واحده" عندها لقي ازدراء المجتمع ورجال الدين ووصف بالإلحاد. ولكن إن تأملنا هذه المقوله من منظورنا و طبقناها على أنفسنا وجدناها الحقيقه الكامله. مع ذلك لا تزال الشمس تشرق وغداٌ يوم جديد , تبعث فيه الامال وتتغير فيه النظرات للمستقبل , فأتمنى عهد من الإنسانيه وحباٌ لله ومتأملين واقعنا وماضينا معا ليس لتذكر الالام ولكن لعدم عودتها من جديد. وأنا هنا أغمض عيناي وأستمع لخفقان قلبي أتخيله وَقْع أقدام السجان , أعيشها خطوةٌ بخطوه حتى الوقوف , عندها أؤمن أنها حانت ساعة الرحيل. كاتب صحيفة نجران نيوز الالكترونية