تتساءل الفتاة هل أنا لست بشراً.. أم ليس لدي حاجة للترفيه كما أخي؟ ليتني خلقت بلا شعور.. لماذا أنا مهما كنت أكبر وأعقل وأكثر اتزاناً.. كل ذلك لا قيمة له أمام كونه ذكراً؟ فقط ذكر.. تلك الكلمة السحرية لدخول أبواب الدنيا الفسيحة وأنا أنثى.. تلك الكلمة التي تقذف بي لصندوق مقفل.. وخيارات ضيقة ومحدودة وشعور بالقهر والألم لا يوصف!! لماذا... حسناً مراحل عمري تمر.. وكلها رغبات مؤجلة.. سأسافر إذا أتى الزوج!! وماذا إن لم يأت؟! أو أتي وكان سيئاً.. لماذا نفترض أن الغريب سيراعي مشاعري ويعاملني بإنصاف وعدالة بينما أهلي لم يفعلوا ذلك قبلاً؟! ادرسي بالخارج إذا أتى الزوج.. ربما كانت هذه هي البذرة المسمومة لزواج المسفار وأنواع أخرى للزواج!!.. ليس الغرض الأساسي منها السكن والمودة.. وإنما على الأقل بالنسبة للفتاة، توفير المنقذ.. محقق الأحلام. جنّي مصباح علاء الدين الذي سيحقق كل.. كل الأمنيات المغيبة والمؤجلة.. مسكين أقول لنفسي! ينتظره كم هائل وقائمة كبيرة؟! تظل حياتي متوقفة على قدوم شخص آخر.. يأتي أو لا يأتي.. والله أعلم كيف سيكون!! وقبل زواجي.. يتوقف الأمر على أبي وأخي ومحارمي المتاحين، والذين ربما يكونون أيضاً أولاد أخواتي وإخواني.. الذين حملتهم بيدي وساعدت في تربيتهم وحملتهم بين يدي.. قطعة لحم لا تدرك من أمرها شيئاً.. بين ليلة وضحاها.. أضحوا قادرين ومتنفذين ويحكمون في كل شيء.. إضافة جديدة لقائمة المتحكمين أو السجانين!! على الأقل السجين عرف ذنبه ولكني لم أعرفه إلا إذا كان كوني أنثى ولكن!! هكذا شاء ربي ولم أشأ.. هكذا شاء مجتمعي.. أن أكون معاقَبة وسجينة تلاحقها كلمات من مثل: ضعيفة.. فاسدة بالضرورة.. لا تفلتوا الحبل لها.. لا تتركوها تمشي على هواها.. ستفضحنا.. هذا ولد.. إنتِ بنت!! اصبري.. احمدي ربك.. أخوك أعرف بمصلحتك.. أبوك أعرف.. عمك أعرف.. ابن أختك أعرف.. ابنك أعرف.. حفيدك أعرف.. ربما من يدري!! كل هؤلاء ومن سيأتي فالمستقبل من رحم الغيب ومن الرجال.. أو الذكور أعرَف وأعرَف وبعد ذلك يريدون منى أن أكون سعيدة فأنا لست كالفتاة الغربية (مفلوتة) لست مثلها صحيح.. فاتهم أنها هناك ملفوتة بخيارها.. هي اختارت.. وغيرها هناك اختارت أن تكون طبيبة.. معلمة.. أماً محترمة. أو مفلوتة أو أي شيء آخر.. عالم واسع من الخيارات هناك للرجل والمرأة على السواء وبناء عليه تكون المسؤولية أو الحرية المسؤولة! هنا في عالمي عليّ أن أكون ممتنة.. لأني لكي أخرج أحتاج مشاورات واجتماعات.. لكي أدخل تخصصاً معيناً.. سأسأل فلاناً وفلاناً.. لكي أزور صديقتي سأحتاج لإذن وربما تلغى الزيارة من الأصل.. لا تقلقوا من جانبي سألغيها توفيراً لوجع الرأس!! المشكلة أن سن الرشد في مجتمعي للذكر.. يبدأ من 18 أو قبلها.. بينما أنا سأتجاوز الأربعين بل وسأموت وأدفن.. قبل أن يبدأ سن الرشد لدي وتبدأ الحياة!! مجتمعي.. جاوبني فقط.. بأي ذنب قُتلت.. وقُتلت وقتلت وأنا على قيد الحياة!!!