قال مرشح جماعة الإخوان المسلمين لرئاسة مصر محمد مرسي يوم الخميس إن ثورة عارمة ستندلع في البلاد إذا حدث تزوير في جولة الإعادة التي سيخوضها أمام أحمد شفيق آخر رئيس للوزراء في عهد الرئيس السابق حسني مبارك. وقال في مؤتمر صحفي عقد في مقر حملته الانتخابية بالقاهرة إنها ستكون "ثورة عارمة على المجرمين.. ثورة عارمة على من يحمي الإجرام." وأضاف محفزا أنصاره "نضع أيدينا على أي محاولة تزوير... نراقب الصناديق (في لجان الانتخاب) ونبيت عندها (لحراستها من التبديل بصناديق مزورة). نراقب الفرز." وستجرى جولة الإعادة يومي السبت والأحد القادمين. وجاءت تصريحات مرسي بعد ساعات من صدور حكمين من المحكمة الدستورية العليا أبطل أحدهما مجلس الشعب الذي يهيمن عليه الإخوان المسلمون وإسلاميون آخرون وسمح الآخر لشفيق بالبقاء في سباق الرئاسة من خلال الحكم بعدم دستورية تعديل قانوني وافق عليه المجلس في ابريل نيسان حرم شفيق وآخرين عملوا مع مبارك من حقوقهم السياسية. وقال مرسي "قرار وزير العدل أمس (الأربعاء) بإعطاء حق الضبطية القضائية وما حدث اليوم.. كل ذلك إنما يؤشر ويدل على أن هناك من يحاول.. على أن هناك من يسعى.. من يفكر ويدبر سوءا لهذا الشعب." ونشر في الوقائع المصرية -هي الجريدة الرسمية للبلاد- قرار أصدره وزير العدل هذا الشهر بإعطاء حق اعتقال مدنيين لأفراد المخابرات الحربية والشرطة العسكرية وإحالتهم للمحاكم العسكرية. وقالت 17 منظمة مصرية تراقب حقوق الإنسان إن القرار يعيد للجيش بعض سلطات قانون الطواريء الذي انتهى العمل به آخر الشهر الماضي بعد 30 عاما من النفاذ هي كل عهد مبارك. وقال مرسي داعيا عشرات الملايين من الناخبين إلى التوجه إلى صناديق الاقتراع وموجها اتهامات شديدة لمنافسه ومؤيديه "إلى الصندوق ماضون لكي نقول للفشلة لا.. للقتلة.. للمجرمين." وأضاف "ستكون حياتي ثمنا لأي محاولة للتزوير." وأضاف منتقدا حكمي المحكمة الدستورية العليا "إرادة الشعب فوق كل القوانين وفوق الأحكام والدستور." وفيما يعد استمالة لنشطاء يقولون إنهم سيقاطعون الانتخابات أو يبطلون أصواتهم قال مرسي وهو أستاذ جامعي تلقى تعليما في الولاياتالمتحدة "إما أن نعيد حق الشهداء.. إما أن نأخذ حق الشهداء وإما أن نكون شهداء مثلهم. هذا أمر لا رجعة فيه." وسقط نحو 850 ناشطا قتلى في الانتفاضة التي أسقطت مبارك مطلع العام الماضي. وكان نشطاء انتقدوا سعي الإخوان لمكاسب انتخابية نهاية العام الماضي في وقت سقط فيه عشرات القتلى من النشطاء في اشتباكات مع قوات ارتدى بعضها زي الجيش. وكان نشطاء دعوا جماعة الإخوان لسحب مرشحها بعد حكمي المحكمة الدستورية العليا لكن اجتماعا لمكتب الإرشاد قرر بأغلبية ساحقة المضي في الانتخابات لنهايتها. وتحدث المرشد العام للجماعة محمد بديع بعد اجتماع لمكتب الإرشاد عما قال إنه "اتخاذ قرار بأغلبية قريبة من الإجماع بالاستمرار في جولة الإعادة بدافع الحفاظ على ثورته المباركة ورفض إعادة النظام السابق رفضا قاطعا." وفي نفس الوقت قال بيان للجماعة "إننا مقبلون على أيام عصيبة لعلها تكون أخطر من الأيام الأخيرة من حكم مبارك." وأضاف مشيرا إلى مسعى شفيق الرئاسي "كل مكاسب الثورة الديمقراطية يتم تبديدها والانقلاب عليها بتسليم السلطة لأحد أبرز رموز العهد البائد الذي أكد أن الرئيس المخلوع هو مثله الأعلى." وقال مرسي إن ما بين 30 مليون ناخب و40 مليونا يجب أن يتوجهوا إلى الصناديق لينتخبوه في مواجهة من قال إنهم ما بين 400 و500 من بقايا نظام مبارك يحاولون إحياء النظام القديم وينفقون الكثير من المال من أجل ذلك على حد قوله. وجدير بالذكر ان من يحق لهم الانتخاب يزيد عددهم على 50 مليونا. وقال مرسي إنه "رئيس للجمهورية إن شاء الله بإرادة المصريين الحقيقية." وأضاف "الثورة مستمرة. الشعب المصري اليوم يستكمل هذه الثورة... الثورة التي أسقطت مبارك ومن كان حوله من المجرمين ما زالت قائمة