قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)) وسئل الرسول صلى الله عليه وسلم: ما أحب عباد الله الى الله؟؟ قال: أحسنهم خلقاً, تختلف الشعوب في أخلاقها وطريقة التعامل مع بعضهم البعض وذلك حسب البيئة التي يعيشون فيها, ولو نظرنا الى العامل الرئيسي في سبب هذه الاختلافات هو عامل الثقافة اللتي هي الركيزة الأساسية واللتي تقوم عليها هذه الشعوب , ومن خلالها تبني جسور التواصل الاجتماعي والظهور بمظهر لائق, وللعلم بأن أقرب مقياس للثقافة هو الشارع, واللذي هو خير دليل على ثقافة الشعب و وعيه, وتتمثل في نظافة وجمال الطرقات ,والتقيد بقوانين السير ,وإحترام الناس , والمحافظة على الممتلكات العامة والخاصة, والمعاملة الحسنة فيما بينهم وغيرها من الامور اللتي تدل على التقدم والحضارة, من هذا المنطلق سوف اتطرق الى قضية تتعلق بثقافة الشعوب وهي بمثابة استناد الى ماذكرت, لاحظنا في الفترة الماضية واللتي ليست بعيدة عن هذا اليوم فقد قرأنا وسمعنا موضوع أثار ضجة إعلامية في جميع المواقع الإلكترونية وغيرها ألا وهو \ قيادة المرأة للسيارة\ في السعودية, واللذي يعتبره الكثيرين قضية المجتمع السعودي في تلك الفترة, ولاحظنا تأييدآ كبيرآ لمجموعة كبيرة من أدباء وكتّآب ومثقفين, والغريب بأن هؤلاء المثقفين يؤيدون هذه الفكرة لأنهم متعلمين وانهم يختلفون عن باقي الشعب السعودي فقط, وهم في الأساس لن يسمحو لمحارمهم بقيادة السيارة , وذلك لمعرفتهم بالشارع السعودي المتأخر كثيرآ عن باقي الشعوب, فلو نظرنا الى الشارع السعودي لوجدنا جميع انواع التأخر والتخلف من عدم احترام الناس وعدم الإلتزام بقوانين السير ومضايقة العائلات والتفحيط والكتابة على الجدران وعدم المحافظة على الممتلكات العامة والخاصة وغيرها من مظاهر التأخر, تختلف معاني الثقافة لدى من يدعونها, ومعظمهم يرى انها جمع المعلومات من مصادر عديدة ,وكثرة القرائة والإطلاع وكتابة المقالات سواء كان موضوعها يخدم المجتمع او لايخدمه , والمهم لديه في ذلك الشهرة والمادة, وانا من وجهة نظري أرى أن الثقافة ليست بالقرائة وإنما بأخلاق الإنسان وحسن تعامله مع الآخرين, وأرى أن هذه الثقافة فطرة إلآهية حيث قال الله تعالى:((فطرة الله التي فطر الناس عليها)), و هي مولودة معنا وتعيش في داخلنا ترافقنا في كل مكان سواء في البيت او الشارع او المجتمع, ولو نظرنا الى بعض الدول الفقيرة واقرب مثال دول شرق آسيا لوجدنا أن سبب وعيهم وثقافتهم هو حسن أخلاقهم وحسن تعاملهم وحبهم للخير المولود معهم منذ الصغر والذي هو تعبير صادق للثقافة الحقيقية اللتي يعيشونها, قال احمد شوقي : إنما الأمم الأخلاق مابقيتفإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا, لذلك تكون الأخلاق هي العامل الأساسي والفعآل في رقي الشعوب وتقدمها وهي البنية الأساسية اللتي تقوم عليها, ولو انعدمت الأخلاق انعدمت الشعوب وتهالكت