بدأت في الساعة الثامنة من صباح الخميس عمليات الاقتراع في اليوم الثاني لانتخابات الرئاسة المصرية، والتي كانت قد انطلقت الأربعاء بحضور كثيف للناخبين بمعظم لجان الاقتراع التي جرى تمديد التصويت ببعضها، وقد استنكرت حملة أحمد شفيق ما تعرض له بعد الاقتراع، بينما نفت حملة محمد مرسي توزيع هدايا على الناخبين. وتجري الانتخابات الرئاسية التعددية، التي يتنافس فيها 13 مرشحا، وتعد الأولى لاختيار رئيس لمصر بعد ثورة "25 يناير،" تحت إشراف قضائي كامل مكون من أكثر من 14 ألف قاض. وكان أمين عام اللجنة العليا للانتخابات، حاتم بجاتو، قد وجّه الشكر الأربعاء إلى "كافة أطياف الشعب المصري والقوات المسلحة وجهاز الشرطة على حسن التعاون مع القضاة وتأمين مقار لجان الانتخابات،" وأرجع الفضل في مرور العملية الانتخابية بسلام إلى "الشعب المصري وقضاة مصر الأجلاء،" على حد تعبيره. ولم تخل العملية الانتخابية بمحصلة يومها الأول من بعض الخروقات المحدودة والاتهامات المتبادلة، وقد قالت حملة حمدين صباحي بمركز نجع حمادي أنه تم إطلاق عدة رصاصات على السيارة التي يستقلها أعضاء الحملة أثناء عودتهم من متابعة اللجان الانتخابية دون وقوع إصابات بينهم. وقالت الحملة إن الهدف من وراء ذلك "ليس التصفية الجسدية ولكن إرهاب أعضاء الحملة وتخوفيهم حتى لا يمكنها المضي قدما في طريق النصر،" وفقاً لما أورده موقع التلفزيون المصري، نقلاً عن وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية. من جانبها، نفت حملة مرشح جماعة الإخوان المسلمين وحزب "الحرية والعدالة،" محمد مرسي، أن يكون الأخير قد رصد 12 مليون جنيه للهدايا التي توزع على الناخبين، تحت تصرف زميله في الجماعة ومرشحها المستبعد من الترشح، خيرت الشاطر. وقال عبدالمنعم عبدالمقصود، المستشار القانوني للحملة، إن اللجنة القانونية "تقدمت ببلاغ للجنة العليا للانتخابات ضد أحدى الصحف التي نشرت معلومات مغلوطة بان الإخوان طالبوا أعضاءها بتوجيه أموال الزكاة والصدقات لدعم العملية الانتخابية، وذلك دون إيفاد دليل واحد يثبت صحة الإدعاءات." أما بالنسبة لحملة رئيس الوزراء السابق، الفريق أحمد شفيق، الذي تعرض لهجوم بعد الإدلاء بصوته تخلله رشق بالأحذية، فقد قالت إن هذه التصرفات "حمقاء" قامت بها "مجموعة منظمة وتدبرت أمرها وتربصت به وانتظرته طوال اليوم أمام اللجنة." ولم تشر الحملة مباشرة إلى هوية المحتجين ضد شفيق، ولكنها قالت إنها "مجموعة من بعض العناصر ذات الانتماء المعروف،" واصفة مهاجمة المرشح الذي كان آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس السابق، حسني مبارك، بأنه "تصرف شاذ وفوضوي." ورغم هذه المناوشات، إلا أن أحمد الأنصاري، نائب رئيس هيئة الإسعاف، أكد بشكل عام عدم وجود أي حالات وفاة خلال اليوم الأول من انتخابات الرئاسة، لكنه أشار إلى ارتفاع عدد الإصابات لتصل إلى 28 حالة، تم نقل 19 حالة منهم إلى المستشفيات، فيما تم إسعاف 9 حالات في المقار الانتخابية.