قال مسؤول بالجيش اليمني أن مسلحين قتلوا ما لا يقل عن 32 جنديا أمس عندما اقتحموا موقعا عسكريا في جنوب اليمن حيث يسيطر المتشددون على عدة مناطق. وجاء هجوم الأمس بعد ساعات من مقتل رجلين في محافظة مجاورة خلال ما يشتبه انها غارة أمريكية بطائرة دون طيار. وأحدهما رجل تصفه الحكومة بأنه عنصر بارز في تنظيم القاعدة. وقال المسؤول العسكري إن المسلحين هاجموا القوات اليمنية خارج مدينة زنجبار عاصمة محافظة ابين وقتلوا ما لا يقل عن 32 جنديا. واضاف انهم أسروا عددا من الجنود واستولوا على اسلحة وذخيرة. وذكر المسؤول ومصادر طبية ان ما لا يقل عن 40 جنديا آخرين اصيبوا في الهجوم. وكان زعيم قبلي أكد ان اليمني فهد القصع احد قادة القاعدة الملاحق لتورطه في تفجير المدمرة الأميركية "يو اس اس كول" العام 2000، واوضح عبدالمجيد بن فريد العولقي، وهو من ابناء عم القصع، ان صاروخين استهدفا القصع قرب منزله في منطقة وادي رفض، مشيرا الى ان اثنين من حراس القصع قتلا معه ايضا. واكدت القاعدة مقتله في رسالة نصية قصيرة ارسلتها الى عدد من الصحافيين، وكذلك السفارة اليمنية في واشنطن. وقد رحب مسؤول أميركي بمقتل "مسؤول إرهابي ناشط" في القاعدة. وقال رافضا ذكر اسمه ان "فهد القصع كان مسؤولا إرهابيا ناشطا في القاعدة ومتورطا بعمق في التآمر الارهابي ضد المصالح اليمنية والاميركية حتى تاريخ وفاته". واضاف ان "القصع كان متورطا في عدد من الهجمات عبر السنين ادت الى مقتل اميركيين ويمنيين رجالا ونساء واطفالا". يشار الى ان القصع كان ضمن لائحة مكتب التحقيقات الفدرالي الاميركي (اف بي آي) كأحد الارهابيين المطلوبين، ورصدت واشنطن مكافأة تصل الى خمسة ملايين دولار لاي معلومات تؤدي الى توقيفه. والقصع من قبيلة العوالقة التي ينتمي اليها ايضا الإمام اليمني الاميركي المتشدد انور العولقي الذي قتل في سبتمبر 2011 في غارة اميركية. وتحظى هذه القبيلة بنفوذ واسع في محافظة شبوة. ونجا القصع من خمس محاولات اغتيال كانت آخرها في اغسطس 2011 حين اخطأته غارة جوية استهدفت محافظة ابين المجاورة. ويذكر هذا الهجوم بآخر مماثل وقع في مارس عندما قتل متشددون نحو 100 جندي في زنجبار بعد تولي هادي منصبه. وقال سكان في شبوة وكذلك جماعة أنصار الشريعة المتشددة ان الصاروخ اطلق من طائرة امريكية بدون طيار. واغضب استخدام الطائرات بدون طيار المواطنين في اليمن كما هو الحال في دول اخرى مثل باكستان حيث تستخدم الولاياتالمتحدة ايضا طائرات بدون طيار لقتل متشددين. وأيدت واشنطن نقل السلطة من الرئيس السابق علي عبد الله صالح الى نائبه هادي في فبراير بعد عام من الاحتجاجات الحاشدة ضد حكم صالح. وتريد الولاياتالمتحدة حاليا ان يعمل هادي على توحيد الجيش المنقسم وتوجيهه لمحاربة المتشددين.