كلية البنات..(محاضرات) على الحصير! ونحن في زمن الثورة المعلوماتية والفصول والسبورات الذكية .. خرجت الينا الصحف مؤخرا بتقرير أقل ما يقال عنه بأنه (مخجل) عن كلية الآداب للبنات في جامعة نجران .. من خلال افتراش طالبات الكلية الأرض أثناء المحاضرات لعدم توفر الكراسي والطاولات الدراسية .. ناهيك عن عدم توفر الخدمات والمناخ الدراسي المناسب .. يحدث ذلك ونحن في عام 2012م ونكتشف بأنه ما يزال هناك في جامعتنا (التي طالما حلمنا بها كثيرا) .. تحدث أمور عفى عليها الزمن .. بقايا من عصر الكتاتيب والمدارس الطينية .. أيام الإمكانيات المحدودة والعيش الصعب .. وقد حاولت قدر الامكان ايجاد عذر لمسؤولي الجامعة .. واختلقت الف حجة وحجة .. مرة أقول الجماعة مشغولين بمتابعة العمل في المدينة الجامعية الجديدة .. زيارات ليل ونهار وفلاشات وتصوير .. ولم يسعفهم الوقت لتخصيص زيارة واحدة للمباني العتيقة المستخدمة حاليا لتلمس احتياجاتها.. ومرة أقول الربع يعملون بكل طاقتهم على تثبيت موقع الجامعة عالميا من خلال حصد التصنيفات الدولية وصفصفة الدروع والشهادات على الرفوف.. والكراسي والطاولات ملحوق عليها .. والله يعين الطلاب والطالبات على تحمل مشقة التعليم حتى تجهز المدينة الجامعية بعد كم سنة .. ولكن مع الأسف الشديد لم تجدي نفعا تلك الاعذار والحجج في حضرة المنطق والصور والتقرير المنشور على صفحات الصحف والمنتديات الإلكترونية .. وافتراش الطالبات في كلية الآداب للأرض ليس له أي علاقة بالإمكانيات في ظل هذا الزخم الملوحظ من الدعم الذي توليه حكومتنا الرشيدة لقطاع التعليم العام والعالي.. ولكنها أقرب ما تكون إلى أزمة إدارة .. ولا اعلم مالذي تنتظره الجامعة حتى تقوم بتجهيز المبنى وقاعات المحاضرات بالمستلزمات التعليمية وتوفير البيئة التعليمية المناسبة والتي من شأنها مساعدة الطلبة والطالبات على التحصيل العلمي والمعرفي بالشكل السليم أسوة بغيرها من معاقل العلم والمعرفة .. أو يجوز أن مسؤوليها ومن منطلق فكرة أن البيت والجامعة شركاء في العملية التعليمية .. ينتظرون أولياء أمور الطالبات أن يبادروا بتأمين الكراسي والطاولات على نفقتهم الخاصة كما كان يحدث في بعض المدارس قبل سنوات ليست ببعيدة.. ومثل هذا القصور أصبح غير مقبول في مدرسة تقع في هجرة نائية أو قرية من القرى المنسية على أطراف المدن .. فما بالكم عندما (تجيب العيد) جامعة بها اكثر من عشر كليات..هنا تتضخم علامات الاستفهام ولا يمكن لملمتها بأنصاف الردود .. والغريب جدا أن الجامعة لم تحرك ساكنا للرد أو توضيح ملابسات ما يحدث إن كان هناك ملابسات اصلاً .. وكأن الخبر يخص جامعة في كوكب آخر.. ونتفاجئ بالتفاعل يأتي من إدارة الدفاع المدني للكشف على سلامة وصلاحية المبنى للاستخدام البشري .. ولو أن هذا التفاعل من إدارة الدفاع المدني جاء متأخرا .. وهل نحتاج دائما إلى نشر الغسيل على صفحات الجرايد والمنتديات حتى تقوم الجهات المعنية بدورها وواجبها المطلوب منها .. ولكن يبقى أن تأتي متأخرا خيرا من أن لا تأتي ابدا .. وتظل مثل هذه الملاحظات السلبية مهما كان وزنها .. مؤشر غير جيد في مسيرة الجامعة .. وهذا ما ظهر وبان من سلبيات بفضل جهود صحافيي وصحفيات المنطقة .. فماذا عن السلبيات التي لم تصل اليها عيون الصحافة ؟؟ كل ما نتمناه من المعنيين في جامعة نجران الالتفات لمثل هذه الأمور بكثير من الجدية والمهنية العالية .. ومن كان هذا أوله .. مدري وش تاليه ! كاتب صحيفة نجران نيوز الالكترونية