أن تضع الجامعة الطالبات يدرسن على السجاد كما كانت الناس تفعل قبل ألف عام، ثم أن تجوّعهم بدون مطاعم أو بوفيات داخل الجامعة، ثم أن تجعلهن يرتدين الحجاب أمام بعضهن في المحاضرات لأن الكلية بلا حراسات تمنع الهاتف الكاميرا، فإن مثلي يستطيع أن يقول هذه الجامعة: جامعة سايبة! أمس الأول بثت صحيفتنا الغراء «الشرق» تحقيقاً عن جامعة نجران «كلية الآداب للبنات بحي المخيم»، وقد نقلت الزميلة الرائعة والنشيطة فاطمة اليامي همّ الطالبات ومعاناتهن التي توضح أن هذه الجامعة بدأت بأخطاء لا يفتعلها أي مسلك تعليمي ناهيك عن أن يكون أكاديميا. إن تأمين الأمن النفسي والصحي والتعليمي حق مكفول من الدولة لكل طالب، وتخبط مؤسسة مثل الجامعة واستهتارها في مثل هذه الأمور البدائية التي تعتبر حقوق الطلبة هو أمر يستحق الثبات أمامه والتحقيق في فساده وكشف العطب الصريح الذي تشكو منه هذه الجامعة في أكثر من اتجاه وأكثر من جهاز. لا أعلم لماذا حتى أخطاؤنا لا نتعلم منها، بما أننا جَزْماً لا نستفيد من تجارب الآخرين، فهذه الكلية لا يوجد بها سوى مدخل واحد، لا مخرج للطوارئ، رغم ما حدث مؤخراً من كوارث، نسيها بعض المسؤولين ولم تنسها قلوب أمهات المتوفيات! الحقيقة.. بنات كلية الآداب بجامعة نجران يتعلمن وكأنهن في أفغانستان طالبان، أو في القرن الثالث في خراسان، كلية غير مؤهلة حتى للسكن، والجامعة تهربت من الرد، فلا عذر لمثل هذا التخبط وهذا التبجح والقصور. جامعة نجران، مؤسسة تعاني من إشكاليات متجذرة تقود العجلة التعليمية فيها لمنحدر خشن ومظلم، سأكتب عن هذه الجامعة عندما تكتمل بعض المعلومات الموثوقة عما أريد كشفه.