إبر الخيول تعود مجتمعنا على الإبر المخدرة للألم ، التي تعمل على تسكين الأوجاع والآلام لفترة بسيطة من الزمن ، بالتأكيد أن هذه الإبر لا تزيل السبب الرئيسي للألم ، بل تجعله مثل الجمر تحت الرماد ، فحين نكاد أن ننسى الآلام والأوجاع ، تظهر أعراض المرض من جديد ، ولكن هذه المرة بأوجاع أقوى وآلام أعنف ، عندها يبادروننا بإبرة تخديرية جديدة أقوى وأعنف من سابقتها ، وهكذا تستمر الأوجاع والإبر ، حتى يأتي وقت لا يجدي مع حالنا إلا الإبر المخصصة للخيول -أجارنا الله وإياكم منها -. لن أتحدث عن مرض الكرة السعودية وإبرها التخديرية السابقة والمتكررة ، و لن أتكلم عن الخروج المخزي والمتتالي للمنتخب السعودي من تصفيات كأس العالم ، والذي يبدو أنه في طريقه ليساوي عدد مرات تأهلنا لكأس العالم التي كانت مصدر (فخر) لنا برغم " ثمانياتها وأربعاتها " ، ولن أتكلم أيضاً عن الدوري السعودي ومستواه ( المدحدر ) بهدوء وصمت لا يضاهي إزعاج وصراخ مسئوليه في زمان مضى بأننا نملك أقوى دوري عربي . سأتحدث يا سادة عن آخر إبرة تخديرية موجعة ومؤلمة غرست في جلد المجتمع المريض ، وهي قرار ( استقالة أعضاء الإتحاد السعودي لكرة القدم وعلى رأسهم كبيرهم ) ، هذا القرار الذي جاء بعد ساعات قليلة من الخروج المر ، استبشر به المجتمع خيراً ، وتبادلوا التهاني والتبريكات لأنه -أخيراً -ظهر لدينا مسؤولين شجعان ، أعلنوا عن تحمل المسؤولية ورحيلهم إعترافاً بتقصيرهم ، رددنا أن الرئيس أصبح أول مسؤول يستقيل ويكون شجاعاً مع نفسه ومع المجتمع ، قلنا أن هذا الرئيس الشاب سيقلب الموازين " وسيسن " سُنَةً جديدة في عالم وزرائنا ومسؤولينا ، سيحرج الكبار ويجبرهم على أن يكونوا كباراً فعلاً ويتحملوا ما فعلوا !!! فجأة جاءت الأخبار بأن رئيس اتحاد كرة القدم منصب غير منصب الرئيس العام لرعاية الشباب ، الرجل الشجاع وصاحب القرار الحكيم لا يزال يتربع على رأس الهرم !! عندها صحنا بصوت واحد " آآآآح " من جراء الإبرة المخدرة الأعنف . ثم جاء رئيس الاتحاد المؤقت أحمد عيد ليزيد " آهاتنا " ؛ فبشر بأنه سيتم انتخاب مجلس جديد خلال الأشهر القليلة القادمة ، وسيكون لرئيسه مواصفات محددة من أهمها " أن يكون عمر الرئيس الجديد للإتحاد في حدود الأربعين " !!! ولم يبقى إلا أن يقول أيضاً أن أول حرف من اسمه " ن " ، ومن "ابن أمه" اللي يرشح نفسه أو يفكر يفتح " فمه " ؟! وقد يحاول الرئيس أن يخيب ظنوننا ؛ فيأتي برئيس جديد لإسكات المزعجين ، ولكن أرجوكم لا تنسوا من هو الرئيس الحقيقي ؟!!! ليس لشيء لكن من أجلكم ومن أجل جلودكم أحذروا ولا تتفاءلوا ومن ثم تتفاجؤا بإبرة جديدة ولكن هذه المرة من نوعية إبر الخيول . كاتب صحيفة نجران نيوز الالكترونية