أرى الذي يستهزء بشيء عظيم ماهو إلا نقص في كيمياء الأنسانية فكم من عظماء قوبلوا بالأستهزاء وبعدها قادوا أمم .. وخير مثال لذلك أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام... بالإضافة إليهم بعض العلماء أمثال توماس أديسون الذي أخترع المصباح الكهربائي ,وهنري فورد الذي دخل التاريخ بأفلاساته المتكررة المتتابعة ونعته بالغبي الساذج في دراستة العلمية بل وقال عنه أحد معلميه :"لم أرى في حياتي أغبى منه في الفيزياء" وبعد الشتم والأستهزاء به أصبح الدنماركي الوحيد الذي فاز بجائزة نوبل للفيزياء بالإضافة إلى أمتلاكة شركة فورد للسيارات ! وتلك الفتاة العظيمة "هلين كلير" التي قرأت عنها في كتاب طريق النجاح وكيف أذهلتني النهاية بأنني كنت أقرأ مسيرة دكتورة عمياء في العلوم والفلسفة ومقولتها الرائعة " لا تحني رأسك لمشاكلك ولكن أبقه عالياً وحينها سترى العالم مستقيماً امامك" هذا ردها للمستهزئين.. فسبحان الله هذا وهي عمياء لم تدر أذنيها لمن أستهزأ بها فكيف بنا نحن المبصرون! لن أطيل في ذكر الأمثله عن أمثالهم ... ولكن سؤال ماذا أستفدت وأنت تستهزء بالناس هل هناك فائدة بذاتها ؟ لو كانت الحياة تمنح شهادات شكر ,وتقدير ,وتكريم في المحافل وصناديق من الذهب والألماس العتيق وأرصدة بالملايين لمن يمسك لسانه عن الأستهزاء بالآخرين لما تكاره الناس وتفرقت بهم الأسباب في شؤن صغيرة .. ولكن هيهات ..هيهات من يمسك لسانه ليضحك الأخرين؟! وكأنه بذلك سيخلده التاريخ وهو لا يعلم بأن مروءته الإنسانية تسقط بذلك فوالله أنها تجربة عن نفسي من يستهزء بي كأنه يعطيني أمل لاحدود له وكأنه أخبرني بأنني مبدعة!.. فدعونا نقلب صفحات من يستهزء بنا ليضحك بها الأخرين من كتاب حياتنا ولكن لا نمزقها لأننا بحاجه لهذه الصفحات حينما يأسرنا اليأس ولإحساس بالفشل لأنها فيتامين لمن أدرك الشفرة السرية في أستهزائهم يقول الإمام الشافعي : يخاطبني السفيه بكل قبحٍ فأكره أن أكون له مجيباً يزيد سفاهته فأزيد حلماً كعود زاده الإحراق طيباً كاتبة ومحررة في صحيفة نجران نيوز الالكترونية