يحكى ان شابّا كان يقود سيارته بسرعه تتجاوز الحد القانوني , كان ذلك في أحد الشوارع الخلفيه للمدينه ، فجأه،، استوقفته دورية المرور , ثم طلب رجل المرور من ذلك السائق اوراقه الثبوتيه , فهم السائق بإظهارها للشرطي , ،، كانت الأوراق ناقصه , فالسائق لا يحمل رخصة القياده ،، قرر الشرطي ان يرصد مخالفتا ضد ذلك الشابّ اليافع ،،، وبين أخذ ورد , ومحاولات كثيره من الشابّ لثني الشرطي عن قراره بتسجيل المخالفه ،، اتضح للشرطي ان هذا الشاب هو ابن لأحد اصدقائه !!!! يقول الراوي : سأل الشرطي الشاب , بعد ان إطّلع على هويته الشخصيه ,,, هل انت ابن فلان الفلاني ،، قال الشاب : نعم ،، فأجابه الشرطي : هداك الله , لماذا لم تخبرني بهذا من البدايه ؟ لقد استنزفت وقتي بدون فائده ،، استغرب الشاب ،، ثم سأل : هل سترصد مخالفه اخرى لأني اضعت وقتك !! قال الشرطي : لا ليس كذلك ,, ان فلان هو صديق قديم ,, و له موده في قلبي عظيمه ،، وهو أبوك ،، لذا فإن ذلك يشفع لك عندي الّا تذهب من هنا مُخاَلفا ... اذهب انت طليق ،، وأقرئ اباك السلام ،، وقل له فلان يتمنى لك موفور الصحه , ويرغب بلقائك في أقرب فرصه ...وهنا تنتهي القصه .. . لكن القضيه لم تنتهي , فقد خرج الشاب بريئ , ودخل الشرطي قفص الإتهام ,, نظير اسائته لإستخدام النفوذ في تهميش الحق العام لصالح العلاقه الشخصيه ،، رجل المرور يحمل على عاتقه مسؤليه جليله ,من شأنها الحفاظ على ارواح الأبرياء من تهوّر الأشقياء من سائقي السيارات , ويحمل على عاتقه ايضا مسؤلية ارساء النظام في كل الشوارع والممرات , وهو ايضا ممثل الوطن الأول تجاه المواطن والمقيم ,, لذلك حريٌّ به ان يمثل وطنه خير تمثيل ,, فيجعل النظام هو دستوره في صرف المخالفات ,, ويضع مصلحة وسمعة الوطن هو ديدنه ,,ليس ان يصرف المخالفات لمن لا يطيقهم ,, أو أن يطبّق النظام بحذافير حذافيره متى ما كانت النفسيه ((مشوشه )),, أو ان يصرف المخالفات فقط للأشقياء الذين لم يتشرفوا بصلة قرابته ,, او لم يساعدهم حظّهم (( المنيّل )) على إكتساب صداقته .... ما يحدث في كثير من الحالات هو ان يسري قانون المعارف والمحسوبيات على صرف المخالفات أكثر من قانون النظام ,, وهذه مخالفه وخيانه لا يجيزها قانون , ولا تتبنّاها شريعه , , فعلامَ هذا المضي نحو إخماد شمعة النظام في شوارع المدينه !!؟ وهل ذلك جهل من قبل بعض رجال المرور بأهمية شرط النزاهه والحزم لدى رجل المرور أم ماذا ؟؟؟ الإجابه قد تكون ماذا!! لا يستفزني ويقلق سكينة (( جيبي )) أكثر من كاميرا ساهر ,,الا ذلك الشرطي المتنفذ , الذي يسطِّر بأنامله الخشنه مخالفا ايّاي لأنه فقط لا يعرفني ,,, وهذا عين الحرام , ومنتهى السُّحت ,, ان تطبق النظام على فئه ,, وتصادر حق الدوله في ردع المخالف على فئه أخرى .... ذات مره ,,(تفلّت ) أحد رجال المرور عليّ وصديق لي ,,بلا سبب , وبأسلوبه الغليظ ومزاجيته التي تجلت في عنجهية تعامله ,,طالبا منّا الركوب في دوريته ,, وتسليم كل ما يتعلق بنا ,,فسأله صديقي ,,عن سبب استوقافه لنا ,,أجاب الشرطي , انا رجل أمن ويحق ان افعل ذلك ,,, ما دعى صديقي للرد : نعم يحق لك ذلك , وانا كمواطن يحق لي ان اسأل عن السبب ,,فأجاب الشرطي بأسلوب فقير جدا ثقافيا , وليس فيه ادنى نسبه من الوعي او البديهه قائلا: "أخصص ,,يعني أنا اللي أجنبي !!" – حافظوا على مزاجاتكم دون تعكير بعد هذا الرد المفحم -.. جمال النظام ,أن يعرفه الجميع ,,,ويزداد جمالا ,,عندما لا يعرف النظام أحد ,,فيعامل الناس جميعا كأسنان المشط ، لا يفرق بين أحد منهم .. دمتم بسلام .. كاتب صحيفة نجران نيوز الالكترونية*