أصبح بعض المترددين على المواقع الإلكترونية العربية بعد أن يتفرغ أحدهم من قراءة أي مقال أو خبر يقوم بتمرير نظره على تعليقات القراء الآخرين، التي أصبحت هذه الزاوية مسرحا لتبادل الشتائم وكتابة التعبيرات المسيئة لبعضهم البعض! فعادة ما يتقابل في هذا الجزء من صفحات الإنترنت الصغير والكبير.. المثقف والجاهل.. المتحرر والمتشدد.. وآخرون بمذاهب وطوائف ومعتقدات وأفكار مختلفة! فمع الأسف يقوم البعض وبصفة روتينية بتصفح الإنترنت بحثا عن مكان يتسع لفراغهم الذي يدفعهم لطرح آرائهم بطريقة مهينة واختلاق المشاكل ونشر الشائعات وطرح الإفتاءات بصورة فرضية عنيفة، ويكون ذلك في ظل أسماء مستعارة يجهل الجميع هوية مستخدميها ما يعطي البعض مساحة أكبر لاستخدام أساليبه الهمجية! قد تتفاقم هذه الأزمة مع ظهور أي قضية مطروحة.. سياسية أو اجتماعية أو دينية! وعلّ تفاقم الوضع السياسي في العالم قد ولّد المزيد من هذه الظاهرة على مواقعنا التي خلطت الحابل بالنابل! فمع كثر الاختلافات وتفرعها لم يعد يجد القارئ نقطة لتوافق الآراء وسط هذه الفوضى! ولم يعد تصفح الإنترنت مكانا سليما تنشأ منه عقول مثقفة واعية خصوصا بالنسبة إلى حديثي السن من مستخدميه! ربما قد تظهر مثل هذه الصور في المجتمعات الأخرى إلا أنها تتكاثر وبشكل ملحوظ على الصفحات العربية، ما يحتم على المسؤولين التحكم بهذه التصرفات العشوائية وحماية المستخدمين الآخرين ممن يمكن أن يعتدى لفظيا عليهم أو على أديانهم وأعراضهم، وذلك قد لا يكون إلا بالتحكم الكامل من استخدام الشبكة العنكبوتية وفرض عقوبات على الجرائم الإلكترونية! فإن كان هناك من يعتبر أن هذه صور من حرية التعبير أو مساحة من النقد وإبداء الرأي، فهو بالطبع لا يدرك أن بين الحرية والفوضى وبين النقد والإساءة وبين المواجهة والهمجية خطوطا رفيعة جدا لا يكاد يراه! دينا الصاعدي شمس