لم ينكر السفير الفرنسي في الرياض السيد برتران بيزانسونو الطريقة غير اللائقة التي تعاملنا بها سفارة فرنسا فحسب، بل كتب رده بطريقة تنافي الأساليب الديبلوماسية التي يمثلها. ولم يعتذر عن سوء المعاملة التي نجدها من موظفيه، وخاطبنا بلغة متعالية، رغم ان المعاملة التي أنكرها السفير أصبحت قضية رأي عام بين المواطنين ورجال الأعمال السعوديين، ودخلت اليوم الى أروقة الحكومة. وبحسب المخاطبات التي اطلعت عليها، يجري حالياً حوار متواصل بين هذه الجهات ووزارة الخارجية السعودية لاتخاذ اجراءات ازاء موقف الدول الاوروبية المستفز، وعلى رأسها فرنسا وألمانيا، والمتمثل بالمطالب التعسفية، وتطبيق شروط على المواطن السعودي تختلف عن الجنسيات الأخرى. السفير الفرنسي قال في رده: «ندرس جميع الوسائل المتوافرة لذلك بالتشاور مع شركائنا في شينغين». وهذا الكلام يكذبه التفاوت بين الشروط التي تفرض على السعودي وعلى غيره من الجنسيات، فضلاً عن ان التعامل يختلف من سفارة الى اخرى. ولو عقدنا مقارنة بين الإجراءات التي تطبقها السفارات الأوروبية لوجدنا اختلافاً كثيراً. فالسفارة اليونانية افضل من الايطالية، والأخيرة أفضل من الألمانية، اما الفرنسية فهي الأسوأ في الاستقبال والتعامل وكثرة الاوراق البيروقراطية والعنصرية. والمحصلة ان الأوروبيين متمسكون باتهام السعوديين والشك فيهم، ما يعني ان نظام «شينغين» يمارس تعدياً عنصرياً ضد السعوديين، وهذه قضية خطيرة. لا يجب السكوت عن سلوك السفارات الاوروبية تجاه المواطنين السعوديين، وهو تصرف عنصري ضد شعب بكامله. والتلويح بنظام «شينغين» حجة واهية، بدليل ان المواطنين في دول الخليج يحصلون على التأشيرة خلال يوم او يومين عبر الانترنت، وغير مطالبين بقائمة الأوراق الثبوتية التي يلزم بتقديمها السعودي، الى درجة ان بعض المواطنيين السعوديين اصبح يسمي السفارة الفرنسية «السفارة العثمانية»، وهذا ظلم للعثمانيين. من الواضح ان سفراء دول الاتحاد الاوروبي، وعلى رأسهم السفير الفرنسي، مصرون على عنصريتهم، ويتعاملون معنا، نحن السعوديين، وكأننا مجموعة من الارهابيين، وهذا شأنهم. وامام هذا العناد علينا ان نتحرك، ووزارة الخارجية مطالبة بالتفاعل مع الخطابات التي وصلت اليها وتلك التي في الطريق، والغرف التجارية مدعوة للتحرك والسعي لتجميد تنمية التجارة معهم، ووزارات التجارة والصحة والتعليم يجب ان تقوم بدورها. الكل مطالب بالتحرك. لا بد من فعل يوقف هذا السلوك المرفوض في شكل صارم وحازم. وللحديث بقية.