انتشرت ظاهرة توصيل الطلبات للمنازل بصورة ملفتة واصبح شعار ''اتصل نصل'' الذي يرفعه مقدموا هذه الخدمة ، ميداناً للتباري ومضماراً للتسابق حتى وان كان الطلب مجرد ''ساندويتش'' . ومع تهافت الناس على هذه الخدمة ارتفعت الأصوات المحذرة من مخاطرها والتي تدعو لتقنينها لما تحمله من مخاطر اجتماعية وأخلاقية في مجتمع محافظ مثل مجتمعنا .. والمتتبع والمتأمل في أحوالنا مؤخراً ومقارنتها بالماضي يجد أن التغير في المجتمع قد سار بخطى سريعة وليس المجال لحصر تلك التحولات والتي منها الإيجابي والآخر السلبي، ظاهرة التوصيل للمنازل من المحلات والتي انتشرت في الآونة الأخيرة وهل هذه الظاهرة إيجابية أم سلبية؟ حتى إن بعض الطلبات هي لأشياء غير ضرورية وقد تصل قيمة الطلب إلى ريال أو ريالين .. والبعض من الناس يتمنى أن تختفي هذه الظاهرة بسبب الآثار السلبية للتوصيل للمنازل من عدة نواح أهمها الجانب الأمني حيث إن بعض العمالة الوافدة قد تستغل هذه الظاهرة سلباً في أمور لا تحمد عاقبتها ولا سيما أن البيوت مليئة بالخادمات من جنسيات مختلفة وهذه الخدمة فتحت على الناس أبواباً لم نكن في حاجة لفتحها في الأصل وإن كانت مناسبة للبعض إلا أن سوء تعاملنا معها تسبب في إيجاد مشاكل جديدة واعني بذلك قضية استلام المشتريات وذلك قد يتسبب أيضا في تسهيل عمليات السطو التي تتعرض لها بعض المنازل والتي تكون غالباً بمساعدة الخدم. كما أن أمر استلام المشتريات من البائع في أي وقت غير مرغوب تكراره من ربة المنزل أو الأطفال وأرى أن السبب في تنامي هذه الظاهرة هو غياب رب الأسرة الذي أجبر ربات البيوت على اتباع هذه الطريقة فيجب علينا التعامل مع العمالة التي تنتدب لإيصال الطلبات بكل حذر ومن اضطر للاستفادة من هذه الخدمة عليه تحديد الفرد من الأسرة الذي سيقابل المندوب مع الحذر من إرسال الأطفال أو العاملة المنزلية للقيام بذلك لأن الأطفال سيكونون مصدراً لجني المعلومات التي سيستقيها العامل عن المنزل حيث ألاحظ في بعض الأوقات أن هناك عمالة متعاونة مع المحلات تقوم بهذه المهمة طلبا لزيادة الدخل بالتعاون مع العاملين في المحل وبدون علم صاحب التموينات ولو حدث أي أمر من الأمور من هذه العمالة فإنه من الصعب التعرف عليها وهذه الخدمة وإن كانت تقدم شيئاً جديداً ونافعاً في نفس الوقت إذا ما أحسنا التعامل معها.