قال الضَمِير المُتَكَلّم: عادت بي الذاكرة لمرحلة الطفولة عندما كنّا نُتْلِف الريالات القليلة التي نحصل عليها من هنا أو هناك في شراء عُلَب (شَخْتِك بَخْتِك)؛ حيث كنا نبتَاع من (الدّكان) أو (الحَجّة الطيبة أمّ محمد) العلبة الصغيرة على أمل أن نجد فيها هدية أو لعبة؛ وأحيانا تَصِيب، وكثيراً ما كانت تخيب، ويضيع (الريال) في خبر كان!! ذلك كان يحصل في زمن (كَان) ومع الأطفال، والمفقود هو (ريال)؛ ولكن ما رأيكم أنه يحصل (الآن)، وفي إدارات ومؤسسات حكومية، وتحت غطاء الأنظمة، أما ما يضيع فهو قَد يكون حَقَّ مواطن إنسان أو حتى مستقبله!! الشواهد والأمثلة كثيرة لا تحصى استقيتها من رسائل وهموم بعض القراء الأعزاء: * موظفان يحملان نفس المؤهلات، ويُعَيّنَان على المرتبة نفسها، ولكن في إدارتين مختلفتين، أو في إدارة واحدة ولكن مسمى الوظيفة يختلف؛ أحدهما يترقى بسرعة، ويصل للمرتبة العاشرة، أما الآخر فحَظه تَعيس؛ فقد تَجَمّد وظيفياً على المرتبة السادسة؛ والسبب: أنظمة الخدمة المدنية القديمة التي تطبق نظرية (شَخْتِك بَخْتِك)!! * موظفان أحدهما رسمي يمارس عمله على المرتبة الرابعة منذ أربعة عشر عاماً مع أنه يحمل الشهادة الجامعية بتقدير (ممتاز)، وآخر تعاقد مع الإدارة نفسها منذ أربع سنوات على (بند الأجور)، مؤهله أيضاً جامعي ولكن بتقدير مقبول أو جيد، والآن الثاني سوف يتمّ تثبيته وفق مؤهلاته على السابعة؛ ولا تسألوا عن حقوق الأول ولا خبرته ولا تفوقه؛ فالقانون هنا يطبق نظرية (شَخْتِك بَخْتِك)!! * موظفان يعملان في مؤسستين حكوميتين رسميتين؛ المحظوظ منهما يستلم سَكَنا فَاخرا في حَي راقٍ بأجْر رمزي، والآخر محروم لا سَكَن ولا بدل عنه، بل ويدفع نصف راتبه لإيجار منزله؛ لا عَجب إنها نظرية (شَخْتِك بَخْتِك)!! * خريجان من الجامعة في التخصص ذاته، والسنة نفسها؛ أحدهما كان تقديره جيد، وبالمحسوبية والواسطة التحق بالتدريس بنظام التعاقد؛ بعد أيام سوف يتم ترسيمه مدرساً داخل مدينته؛ أم زميله فكان تقديره (ممتاز)، وتجاوز مقابلة وظيفة التدريس واختبار الكِفَايات؛ لكنه ما زال منذ سنتين ينتظر دوره في التعيين؛ وإذا جاء فالأكيد أنه في قرية بعيدة؛ ما الفرق؟ لا فَرق ولكن الكلمة لنظرية (شَخْتِك بَخْتِك)!! *مواطن يستلم الدفعة الأولى من (صندوق التنمية العقاري) يوم الأربعاء، ومجموع قرضه فقط (300 ألف ريال)، ويوم السبت يزاد مبلغ القرض إلى (500 ألف ريال)، أيضاً تظهر هنا نظرية (شَخْتِك بَخْتِك)!! يا هؤلاء أيعقل أن تضيع حقوق مواطنين بنظرية (شَخْتِك بَخْتِك)..؟!! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة. فاكس : 048427595 [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 (Stc) 635031 (Mobily) 737221 (Zain)