استوقفتني عبارة "من ذمتنا لذمتهم".. العبارة وردت في الفقرة رقم 6 ضمن مهام اللجنة المكلفة بتقصي أسباب فاجعة جدة.. يقول الملك يحفظه الله: "على اللجنة الرفع لنا بما تتوصل إليه من تحقيقات ونتائج وتوصيات بشكل عاجل جداً، وعليها الجد والمثابرة في عملها بما تبرأ به الذمة أمام الله عز وجل، وهي من ذمتنا لذمتهم..." من "ذمتنا لذمتكم" إخلاء للمسؤولية أمام رب العالمين.. "من ذمتنا لذمتكم" أمانة ثقيلة في ذمة عدد من المسؤولين من ولي الأمر، عليهم أن يؤدوها كاملة. "من ذمتنا لذمتكم" مهمة عظيمة يضعها ملك هذه البلاد على عاتق الأمير الجليل خالد الفيصل. ولذلك ومن أجل ذلك كلنا اليوم "خالد الفيصل".. منطقة مكةالمكرمة كلها خالد الفيصل.. ولابد أن تكون كذلك.. فنحن أمام منعطف إصلاحي مهم سنعبره بمجهودات اللجنة التي يتولى إدارة دفتها الأمير الجليل، الذي عرف عنه حزمه الشديد، وصدقه، ووضوحه، وجرأته في الحق، وعدم تهاونه إزاء التقصير، أياً كان حجمه وأيا كان مصدره.. كيف والملك اليوم يعزز هذا التوجه، ويدعم هذا النهج والمنهج، ويساند هذه المبادئ العظيمة، عبر تأكيده على الأمير استدعاء أي شخص، أو مسؤول "كائناً من كان" بطلب إفادته، أو مساءلته - عند الاقتضاء. الخلاصة: أغلب المحللين وصفوا قرار الملك العادل بالقرار التاريخي.. وسيكون كذلك.. النقطة الأهم هي عامل الزمن.. وهو ما أكد عليه الملك بقوله إن على اللجنة: "الرفع لنا بما تتوصل إليه من تحقيقات ونتائج وتوصيات بشكل عاجل جداً".. خطاب الملك، ومواقع أعضاء اللجنة المشكلة، شفت غليل الناس إلى حد كبير وقللت من ألم الكارثة.. غير أن الذمم لن تبرأ إلا بعد أن تظهر نتائج اللجنة ويكشف الستار عن الذين غرسوا جذور المأساة واختبؤوا..