دكّت إيمان العبيدي الضمائر العربية والإنسانية بهذه المأساة الأخلاقية المرعبة... وهي ليست سوى نموذج من نساء ليبيا اللائي يتعرضن للاغتصاب على أيدي المرتزقة المجرمين كتائب القذافي، هذا المجرم الذي لا ينتمي للبشر من قريب أو بعيد ...بل إن الشيطان – فيما نتصور- يتبرأ منه ومن كتائبه وأعوانه، الذين يمارسون الإجرام بكل ما في الإجرام من بشاعة وسادية !!
إيمان العبيدي صرخت بالصوت العالي؛ لأنه لم يعد أمامها إلا أن تطلق هذه الصرخة المرعبة، وهي تنادي كل الشرفاء في هذا العالم؛ لتعبر عن المرأة الليبية التي تختطف وتغتصب على أيدي مرتزقة كتائب القذافي المجرمين !!
لا بدّ أنها قد جنت أو فقدت حواسها ، ولا بدّ أنها تعد الموت أرحم لها من أن يغتصبها خمسة عشر مجرماً من كتائب القذافي النازيين، ولا بدّ أنّ صرخاتها غدت تعري هذه الأمة التي تتهاون في الدفاع عن شرف بناتها!! هي واحدة... و هي أيضاً الكل بكل تأكيد؛ فهناك مئات يلملمن الفضيحة، فيكون الصمت أهون لهن من الفضيحة، إن لم يمتن... فهؤلاء الوحوش المجرمون الذين رباهم المجرم القذافي وأبناؤه معه ... هم مجرمو حرب ظالمة بشعة ، يشن فيها هذا الزعيم المجرم الحرب على ليبيا، التي صبرت على ظلمه وفساده وجنونه اثنين وأربعين عاماً... وها هو يذبح ليبيا كلها، وينتهك أعراض نسائها، ويعيث فيها فساداً وتدميراً وحرقاً...ولم تعد كلمة "وامعتصماه" تنتصر لليبيات الشريفات العفيفات المغتصبات، وقد انتهكت أعراضهن، فأصابهن المسّ والجنون، من بشاعة ما يحصل لهن وما يرين في ظلّ غزو كتائبه لليبيا!!
اليوم، تُعيد حادثة إيمان العبيدي، ما حدث مع صابرين الجنابي في العراق قبل سنوات!! مع فارق بسيط وهو أن حالة صابرين تكاد تكون محدودة، قياساً إلى حالة إيمان العبيدي المستشرية، التي تتحدث عن مرتزقة يختطفون النساء، ويغتصبوهن، ويقتلوهن... وربما ندم هؤلاء المجرمون على أنهم تركوها؛ لتفضحهم، فتتحدث عن ممارسات كثيرة ضد نساء ليبيات تحت سيطرة القذافي المجرم، الذي وصف الليبيين بأنهم جرذان وكلاب وجراثيم ووسخ... !!
ما نهاية إيمان العبيدي؟! وما نهاية نساء ليبيا اللائي يختطفهن نظام القذافي الفاشي المجرم؟! أمام صرخاتها، نحن في مواجهة مجرم تراكمي( يتراكم إجرامه في كل لحظه)، إنه لا ينتمي إلى العرب، أو الإسلام، أو الإنسانية، أو وحوش الطبيعة، أو شياطين الإنس، أو شياطين الجن... إنه حالة فريدة من الجنون والإجرام والفرعنة التي تتبعها الشياطين وتدين له بالولاء!! إيمان العبيدي امرأة عربية ليبية اختطفت واغتصبت ككثيرات غيرها؛ وها هي تعلن أننا عاجزون، وأنّ المجرمين يصولون ويجولون، وأنّ الحرائر – على أية حال- أمانة في أعناقنا وأقلامنا وكل تصرفاتنا وما نملك... إيمان العبيدي أسطورة من أساطير القرن الحادي والعشرين... بل هي خلاصة تواريخ العار الذي يمارسه القذافي وغيره بحق هذا الشعب الذي قرر أن يدافع عن كرامته وإنسانيته وشرفه...
ربما أخذوها إلى دار المجانين؛ ليعلنوا أنها مجنونة في وثائقهم الرسمية، وربما إلى السجن المظلم، وربما إلى بيت دعارة، أو إلى أن تغدو غنيمة للكتائب المجرمين؛ حتى تموت قهراً واغتصاباً!! إيمان العبيدي، ونساء ليبيات أخريات... يختطفن، ويغتصبن، ويقتلن... إنه الدمار الحقيقي الذي يأكل هذه الأمة بأنياب الجلادين، الذين قرروا أن يعدموا الشعوب، ويغتصبوا النساء، ويدمروا كل شيء !! صرخات إيمان العبيدي تفترسنا؛ لأننا لم نعلن الحرب على الظلم والفساد والمرتزقة والشياطين، الذين يستلبون كل شيء في هذه الأمة، عندما يقررون أن يستعبدوا وجودنا؛ ليعيثوا فساداً وإجراماً، وما أن يقال لهم: ارحلوا!! حتى يهجموا على الناس؛ لينكلوا بهم إلى حد ممارسة كل أنواع الإجرام...ولا يوجد أبشع إجراماً من اختطاف النساء، واغتصابهن، والتنكيل بهن !! إيمان العبيدي كارثة بكل المعاني المفضية إلى أنّ هذه الكارثة الإنسانية تحاصرنا ، وتحاول أن تلتهمنا؛ لتقتلنا كمداً وألماً وشعوراً بالعجز والمهانة!! ياهو مكتوب