المحامية إيمان العبيدي مارست تخصصها العلمي بمهنية عالية عندما لم تصفح ولم تسامح بل وفضحتهم, فضحت نظام معمر القذافي عندما دخلت على تجمع الإعلاميين حاملي الكاميرات والأقلام ولوحة المفاتيح والإعلام الجديد في الفندق تستصرخ ضمائرهم وتقول بصوتها القانوني أنها تعرضت لاغتصاب من (15) جنديا من ذئاب معمر القذافي، ولتقول: إن وحوش النظام لاحقوا النساء الليبيات عاملين بوصية قائدهم معمر لاحقوا النساء بيت بيت، دار دار، زنقة زنقة واغتصبوهن... المحامية إيمان العبيدي والحاصلة على شهادة الحقوق الجامعية تعرف الأنظمة والإجراءات جيداً لذا ضحت بنفسها واسمها لتعلن للعالم أنها إحدى ضحايا نظام القذافي وهي ضمن جموع من نساء بنغازي وشرقي ليبيا تعرضن للاغتصاب الجنسي والإهانة النفسية والجسدية من نظام قصف شعبه بالطائرات وراجمات الصواريخ والمدافع والقتل المباشر... تعاملت إيمان العبيدي مع الحادث بمهنية القانون لفضح هذا النظام بأسلوب إجرائي عندما اقتحمت تجمعا اعلاميا وشرحت بالصوت والصورة ما تعرضت له دون أن تبالي بما يلحق بها من عيب وعار. بل انطلقت من مبدأ فضح المعتدي ومعاقبته وكشف وجه الحقد وأنواع الإجرام والسادية في اغتصاب النساء في بلد يقوم نظامه الاجتماعي والسياسي والإداري على القبلية والعشائرية... لم تتخف المحامية عبر العيب والعار وتصمت وتنكسر في زوايا دارها بل قررت وبشجاعة المرأة الوطنية أن تنقل قضيتها إلى العالم لتصبح رأياً عاماً وتصبح قضية شعب لا شأناً شخصياً يخص امرأة واحدة... العالم العربي يتعلم من المحامية إيمان العبيدي الالتزام بالقضايا وتبنيها حتى ولو كانت تمس مشاعرها وكرامتها من أجل وقف الطغيان..كما تعلم العرب أن مقاومة الظلم ليس فقط في حمل البندقية وإنما المواجهة ودحر الطغاة في الإعلام وكشف الممارسات حتى ولو كان الثمن السمعة... حاول نظام القذافي أن يصفها بأنها مريضة نفسية أو تحت تأثير المخدرات فخرجت والدتها على المحطات والتلفزيونات العربية وقالت رغم المرارة أن بنتها اغتصبت من (15) من جنود القذافي. وخرج أيضاً والدها على كاميرات التلفزيون ليقول وبصوت مملوء بالحزن بأن ابنته اغتصبت ورفع صورتها للكاميرات وهي تتسلم شهادة الحقوق الجامعية... فإذا كانت المحامية إيمان العبيدي لديها شجاعة وطنية فإن والديها يملكان شجاعات كثر في تأكيد حالة الاغتصاب من أجل فضح القذافي وضم أسمائهم إلى قائمة الثوار للدفاع عن تراب ليبيا بدم القتال ودم العفة ودم الأحرار.