أصدرت هيئة كبار العلماء اليوم بياناً حرمت فيه المظاهرات في هذه البلاد وأنالأسلوب الشرعي الذي يحقق المصلحة ولا يكون معه مفسدة ، هو المناصحة وهي التيسنها النبي صلى الله عليه وسلم ، وسار عليها صحابته الكرام وأتباعهم بإحسان. ودعت الهيئة في بياناها الصادر اليوم الجميع إلى بذل كل الأسباب التي تزيد من اللحمة وتوثق الألفة ، وتحذر من كلالأسباب التي تؤدي إلى ضد ذلك ، مؤكدة من خلال بيانها على وجوب التناصح والتفاهموالتعاون على البر والتقوى ، والتناهي عن الإثم والعدوان ، وتحذر من ضد ذلك منالجور والبغي ، وغمط الحق. كما حذرت هيئة كبار العلماء من الارتباطات الفكرية والحزبية المنحرفة ، إذ الأمة في هذه البلادجماعة واحدة متمسكة بما عليه السلف الصالح وتابعوهم ، وما عليه أئمة الإسلام قديماًوحديثاً من لزوم الجماعة والمناصحة الصادقة ، وعدم اختلاف العيوب وإشاعتها ، معالاعتراف بعدم الكمال ، ووجود الخطأ وأهمية الإصلاح على كل حال وفي كل وقت. وأكدت الهيئة على أن للإصلاح والنصيحة أسلوبها الشرعي الذي يجلب المصلحة ويدرأالمفسدة ، وليس بإصدار بيانات فيها تهويل وإثارة فتن وأخذ التواقيع عليها ، لمخالفةذلك ما أمر الله عز وجل به في قوله جل وعلا (( وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوفأذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهمولولا فضل الله عليكم ورحمته لا تبعتم الشيطان إلا قليلاً ))الآية. وأشارت الهيئة في بيانها إلى أنالمملكة العربية السعودية قائمة على الكتاب والسنة والبيعة ولزوم الجماعة والطاعةفإن الإصلاح والنصيحة فيها لا تكون بالمظاهرات والوسائل والأساليب التي تثير الفتنوتفرق الجماعة ،وهذا ما قرره علماء هذه البلاد قديماً وحديثاً من تحريمها والتحذير منها . وأكدت الهيئة على أهمية اضطلاع الجهات الشرعية والرقابية والتنفيذية بواجبهاكما قضت بذلك أنظمة الدولة وتوجيهات ولاة أمرها ومحاسبة كل مقصر، داعية الله أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء ومكروه ، وأن يجمع كلمتنا على الحق ،وأن يصلح ذات بيننا ، ويهدينا سبل السلام ، وأن يرينا الحق حقاً ، ويرزقنا إتباعه ،ويرينا الباطل باطلاً ، ويرزقنا اجتنابه ، وأن يهدي ضال المسلمين ، وهو المسؤولسبحانه أن يوفق ولاة الأمر لما فيه صلاح العباد والبلاد ، إنه ولي ذلك القادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .