باتجاه الابيض شوارع لصلاة النساء وقفني منظر نساء شابات وعجائز، وهن خارج أحد الأسواق الواقعة على شارع العليا العام، بعضهن واقفات وبعضهن يفترشن الأرض وبعضهن متجمّعات يتحدثن في مجموعات وبعضهن يصلين على الرصيف. قلت لنفسي: - ربما جئن معاً وقت الصلاة، فمنعهن رجال أمن السوق من الدخول. ولأنه من المستحيل أن يأتي كل هؤلاء النسوة في وقت واحد، هو وقت الصلاة، فإنني استبعدت هذا التبرير، ثم اتضح لي أن النظام الجديد للأسواق، يحتم على النساء الخروج من السوق التجاري، والعودة إليه بعد انتهاء الصلاة. - كيف يا أبو الشباب، تخرج أمهاتنا أو زوجاتنا أو بناتنا، من تحت سقف سوق آمن، فيه مناطق جلوس وغرف صلاة وظل وتكييف، إلى شارع الله أعلم ما فيه ومن فيه؟! من ألزمكم بهذا الإجراء غير المنطقي؟! هل تخافون أن تسرقكم نساؤنا أثناء وقت الصلاة؟! ضعوا آليات إلكترونية للمراقبة، وهي متوفرة بتراب الفلوس، لا تتيح لبنت أمها أن تخرج بعود كبريت واحد. أمْ تخافون من الاختلاط أثناء إغلاق الأسواق؟! طيّب اخرجوا الرجال ليصلوا في المساجد القريبة من السوق، لماذا تخرجون النساء وتعرضونهن لاختلاط أكثر؟! إننا نتمنى أن تكون هناك إجراءات تنظيمية تسهّل لكل أفراد المجتمع الوسائل الآمنة للعيش والتسوّق والترفيه، لكننا لا نجد إلا إجراءات تتجدد كل يوم، من جهات غير مخولة، لتحرم الناس من حقهم في اختيار رغباتهم.