لي علاقة ودّ مع شارع الحب كما يسمى في الدمام اسمه الحقيقي (شارع الملك فهد) شارع الحب هو أول مكان عرفته للتسوق في المنطقة . كان يجمع الكثير تحت سقف واحد ولم يكن له سقف ، لكن بعض العمارات البسيطة ، لها فناء صغير يشبه ما يطلق عليه آباؤنا ( قيصريات ) . كنا نجد ملابس الصغار البسيطة والعادية في محلاته التي تعتبر محلات جيدة .. يديرها المواطنون ويشرفون على الصغار من أبنائهم . بائعو الخضار في بدايته وهم على عربة أو عربتين وأحيانا بسطات في الوسط . السيدات وهن يرتزقن بالأشياء البسيطة حناء وسدر وبيوز (جمع بيز) وهو ممسك قماش للشيء الساخن وبعض الاحتياجات من ملابس الصلاة وما إليها . مرت أوقات لم أزره وعدت قبل أيام . الموقع كما هو مقابل مبنى الإمارة ،الأرض تغيرت جميلة صارت مبلطة جيدا واتسعت أكثر ، افتقدت بائع النبق وبائع سلال الرطب .. لكن السيدات ما زلن يفترش الأرض والرعب من البلدية ما زال قائما .. افتقدت وجوه من أعرفهن رغم أنني تابعت بعضهن وعرفت بعض النجاحات والتميز . في المحلات أغلبها لم أجد أرباب العمل ، وجدت البعض منهم لاهيا ، والبعض الآخر مشغولا باستقبال صديق أو جار ، يتحكم الوافدون في العمل وفي البيع والشراء ، احد محلات الأقمشة المعروفة سألت رب العمل عن سعر المتر ، فقال لي ثلاثين ، لكن العامل قفز وقال خمسة وأربعين ، ألحقها بنظرة استنكارية لرب العمل !! في داخله لا تمر السيارات . لكن على جانبيه أو في ملحقاته جيد جدا ، تنظيما وانسيابا . عدت من السوق القديم وما زال عبق بعض المحلات باقيا ، محلات العود ، محلات الذهب. ما زالت النسوة يفترشن الأرض والبضاعة تغيرت قليلا ، طغت المنتجات الصينية عليها وحلوى الأطفال الملونة واللعب البلاستيكية . مازالت النسوة بداخلهن قلق كبير من صرخة بلدية !!! بلدية ..!!! ويعرفن طرق الهروب جيدا ، ويعرف رجال البلدية الطرق الممهدة ، ويتغافلون .. ويعلمون بنظرية (دعهن يمررن ودعهن يعملن) .. لكن نظرية ( آدم سميث) ، نظرية لا تنطبق على المستضعفات في الأرض .. و(سميث) لم يأت بها من أجل نساء يفترشن الأرض في سوق الحب وغيره ..إنما من أجل رؤوس أموال تصول وتجول .. سكوت لم يظهر قرار عن بيع المستلزمات النسائية من نساء لنساء ، ليس هناك قرار رقم 120 ، الدرج الذي دخله لم يفتح بعد . وستبقى النسوة مفترشات الأرض يأكلهن الحر والقر والخوف . وبلدية ، بلدية .. أيتها النسوة المخالفات للنظام والمفترشات الأرض في كل سوق .. وكل رمضان وانتم بخير والوضع على ما هو عليه ..