بدأ السعوديون، أمس، مبايعة ولي العهد الجديد الأمير نايف بن عبدالعزيز، الذي عين خلفاً لشقيقه الأمير سلطان الخميس الماضي. وقالت وكالة الانباء السعودية الرسمية (واس )، ان مبايعة المواطنين ستتم في قصر الحكم في الرياض. واضافت ان المبايعة في المحافظات ستكون امام امراء المناطق اليوم. وعين العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز وزير الداخلية الامير نايف ولي عهد جديداً في المملكة، خلفا للأمير سلطان الذي توفي الاسبوع الماضي في نيويورك. وعبرت الأوساط الاعلامية عن ترحيبها بتعيين ولي العهد (77 عاما)، مشيدة بصفات «رجل الدولة صاحب العزم والحزم». وفي السياق أكد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي أمس في أول حديث له بعد اختياره وليا للعهد أن مبايعته وليا للعهد «مسؤولية كبيرة نحو الوطن برجاله ونسائه»، ووجه الشكر الى خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قائلا: «أوجه الشكر الى مقامه الكريم على اختياره وعلى ثقته، والتي اعتبرها تكليفا وتشريفا ووساما على صدري». وقال: «أحسست بعد اختياري بالمسؤولية، واتجهت بقلبي وحواسي للخالق أطلب منه العون والتوفيق والسداد». وتابع: «ما لمسته من اخواني أبناء الملك عبدالعزيز وذريته، ومن كل أفراد العائلة المالكة، ومن أصحاب الفضيلة والعلماء، ومن المواطنين جميعا، يسر الإنسان، ولكنه يشعره بالمسؤولية نحو هؤلاء الرجال وهذا الوطن». واضاف انه يتحمل هذه المسؤولية تحت توجيهات العاهل السعودي، ويسعى الى أدائها بصدق وولاء ووفاء. وأشار الى ان «ولي العهد الراحل الأمير سلطان بن عبدالعزيز رجل فذ، قدم لوطنه الكثير منذ شبابه، منذ ان عمل أميرا للرياض حتى انتهى وليا للعهد». وقال: «لو كانت الأعمار تعطى لأحد، لكنا أعطيناه أعمارنا، ولكننا نؤمن بقدر الله». وذكر انه والأمير سلطان خدما «تحت قيادة الملك عبدالعزيز، والملك سعود، والملك فيصل، والملك خالد، والملك فهد، رحمهم الله جميعا. وأكد ان الملك عبدالله بن عبدالعزيز استطاع أن يجعل المملكة آمنة مستقرة بفضل قيادته الرشيدة، «ولولاها لأصابنا ما أصاب غيرنا من اضطراب». بداية البيعة وقد بدأ السعوديون أمس مبايعة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وليا للعهد خلفا للراحل الأمير سلطان بن عبد العزيز. وذكرت وكالة الأنباء السعودية، في وقت سابق أمس: «تبدأ بيعة المواطنين بولاية العهد للأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، بعد صلاة عصر اليوم السبت (أمس) الثاني من شهر ذي الحجة لعام ألف وأربعمائة واثنين وثلاثين للهجرة بقصر الحكم في مدينة الرياض». وقالت الوكالة انه «تيسيرا على المواطنين ورفعا للمشقة عنهم فقد وجه الأمير نايف بن عبدالعزيز أمراء المناطق باستقبالهم في مناطقهم، وذلك نيابة عنه لتلقي البيعة بولاية العهد غدا (اليوم) الأحد». وفي السياق نفسه، أكد كتّاب ومحللون، أمس، أن اختيار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لأخيه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وليا للعهد، كان موفقا ومتوقعا، مؤكدين جدارة الأمير نايف، صاحب ملف الأمن والاستقرار، ورجل الدولة من طراز رفيع، كما أنه رجل المرحلة وسط خضم الاضطرابات في المنطقة العربية. في صحيفة «الحياة» وتحت عنوان «إذا مات منا سيد... قام سيد» يقول الكاتب الصحافي علي القاسمي «رحل سلطان وأتى نايف، سنّة الله في الكون، وما يهون مرارة غياب الرمز «سلطان» أن من بعده إخوة وأبناء وأحفادا بالعزم والعزيمة نفسها ورموزا لوطن أحبهم ويحبونه. غادر «سلطان» إلى الرب بعد أن كان وليا للعهد وعضدا ل «عبدالله» وكنا نعزي أنفسنا بهذا الفقد، وها نحن مع مرارة ولوعة الفقد وإيمانا بسنّة الله في خلقه لابد أن نهنئ أنفسنا بأن حضر النائب «نايف بن عبدالعزيز» وليا للعهد، وخير خلف لخير سلف». في صحيفة «الرياض» يؤكد الكاتب الصحافي تركي عبدالله السديري، أن اختيار سمو الأمير نايف كان متوقعا لدى كل السعوديين، ويقول «يوم الأحد أو الإثنين من الأسبوع الماضي.. وقد تكاثر اتصال القنوات الفضائية داخليا وخارجيا حتى بلغت 14 اتصالا حتى يوم الخميس، وقلت ردا على سؤال يتحدث.. ماذا أتوقع، من يأتي وليا للعهد سلفا للفقيد الراحل.. قلت ما معناه: إن الأمر يخضع لإجراءات دولة حسبما هو متبع، لكن أجزم بأن صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، هو الرجل الذي أكثريتنا كمواطنين نتوقع أن يأتي إلى هذا الموقع المهم للغاية مكانة ومسؤولية». وعن الأسباب التي جعلت السعوديين يتوقعون ويطمئنون إلى هذا الاختيار، يقول الكاتب الصحافي عبدالعزيز السويد، في صحيفة «الحياة» ردا على التخمينات والشكوك في وسائل الإعلام الخارجية «منذ تعيين الأمير نايف بن عبدالعزيز نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء، وترؤسه اجتماعات المجلس وإدارة الدولة في غياب الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير سلطان لم يترك هذا مجالا للشكوك، وهو ما كان يبعث على الاطمئنان لدى كل حريص على الشأن السعودي، في وضوح الرؤية عمن يتولى ثاني أعلى منصب في الدولة. وبعد صدور قرار خادم الحرمين الشريفين بتعيين الأمير نايف وليا للعهد، وتبخرت كل الشكوك والتخمينات التي حفلت بها وسائل الإعلام». وكان الشأن الداخلي، أول ما طرحه الكتاب، فيما يتعلق باختيار الأمير نايف، يقول السويد «والأمير نايف بن عبدالعزيز ليس غريبا على إدارة شؤون الدولة وملفات كثيرة حساسة من مشاغلها، وإن عرف بوزارة الداخلية وعرفت به، وهي من الوزارات الحساسة والحيوية بأجهزتها المختلفة وإدارتها لموسم الحج الضخم كل عام، والذي قرأ حديث الأمير نايف عن شقيقه الراحل الأمير سلطان يتلمس تشرب التجربة والخبرة وتقديرها والتمسك بقيم وأعراف هي من سمات الدولة السعودية». ويضيف السويد «ويدهشك في ولي العهد السعودي الجديد قدرته على الإنصات، إنه يتيح المجال برحابة صدر واهتمام لا تخطئه العين للمتحدث - أيا كان - لقول كل ما لديه، كما عرف بالحلم والحزم والقرب من الناس بمختلف شرائحهم مع بساطة وتلقائية». في صحيفة «الحياة» يقول الكاتب الصحافي سعود الريس «إذا أردت أن تعرف ما الذي يعنيه تعيين نايف بن عبدالعزيز وليا للعهد، فما عليك إلا متابعة الإعلام الإيراني، على سبيل المثال، وهذا بحد ذاته سيمنحك فرصة للوقوف على ظلال الخوف التي غطت سماءهم منذ إعلان خبر وفاة الأمير سلطان بن عبدالعزيز طيب الله ثراه»، ويضيف الريس «ان مجرد الحديث عن الإرهاب الذي استهدف أمن هذه البلاد يقودنا تلقائيا إلى الأمير نايف، فقد تصدى لهذا الملف بكل جدارة، بل إن تجربته وقف لها المجتمع الدولي تقديرا لما حققته من نجاحات، على الصعيد المحلي، يحارب ولي العهد واحدا من أخطر «الفيروسات» التي ضربت مجتمعنا وهو الفساد، وهذا الملف لا يقل خطورة عن سابقه، لأنه ينهش في البلد من الداخل، وتولي الأمير نايف ملف مكافحته يؤكد بما لا يدع مجالا للشك قدرة الرجل على التعاطي مع القضايا المصيرية، وحكمته في الحد منها، بل توظيفها في شكل عكسي لخدمة المجتمع، والأمثلة كثيرة على ذلك». وهو ما يؤكده الكاتب الصحافي خالد السليمان في صحيفة «عكاظ» حين يقول «لقد اختزل الأمير نايف خبرة تجارب ستة ملوك كان دائما في مواقع المسؤولية المتقدمة بين أيديهم والمكتسبة لعلوم مدارسهم في الإدارة، ومن هنا تبرز أهمية خبرة سموه في هذه المرحلة الحساسة التي تملؤها التحديات». في صحيفة «الوطن» يستعير الكاتب الصحافي صالح الشيحي عبارة «رجل الحاءات الثلاث» ويقول «وجود الرجل في هذه المرحلة يضفي مزيدا من الطمأنينة على خطوات ومستقبل بلادنا. تميز ولي العهد السعودي الجديد بثلاث صفات جوهرية، يختصرها الصديق الكريم حمد القاضي بقوله: «رجل الحاءات الثلاث.. الحكمة والحزم والحلم». المصدر : وكالات ، دنيا الوطن