كشف المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية الجمعة عن "وجود محادثات غير رسمية" حول استسلام سيف الإسلام، نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، المطلوب للمحكمة لقضايا تتعلق بجرائم حرب ضد الإنسانية. غير أن المدعي العام للمحكمة، لويس مورينو أوكامبو رفض الكشف عن الجهة التي أجرت معها المحكمة الجنائية الدولية المحادثات، كما قال إنه لا يعلم عن مكان وجود سيف الإسلام القذافي. وأشار أوكامبو أنه إذا ما تم تقديم سيف الإسلام للمحاكمة فإنه ستكون له كل الحقوق وسيتمتع بالحماية، وسوف يسمح له بالدفاع عن نفسه. يشار إلى أنه في التاسع من 8 سبتمبر/أيلول، أصدرت منظمة الشرطة الدولية "الإنتربول" الجمعة، مذكرة اعتقال "حمراء" بحق معمر القذافي، وسيف الإسلام، ومدير جهاز المخابرات السابق، عبد الله السنوسي، بناءً على طلب من المحكمة الجنائية الدولية، لاتهامهم بارتكاب "جرائم ضد الإنسانية." وتسمح المذكرة الحمراء، التي تم توزيعها على 188 دولة عضو في المنظمة الدولية، للدول التي قد يلجأ إليها من صدرت بحقه هذه المذكرة باعتقاله وتسليمه إلى المحكمة الدولية، ورغم أن المذكرة لا تعني إجبار الدول على تسليم أو اعتقال المشتبهين الذين تصدر هذه المذكرة بحقهم، فإنها تعادل قائمة أكثر المطلوبين للعدالة. وكان أوكامبو، قد طلب من منظمة الشرطة الدولية، في إصدار المذكرة الحمراء على خلفية اتهامهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وتشمل القتل والاضطهاد، "يزعم أنها وقعت في أنحاء ليبيا" خلال الفترة من 15 فبراير/ شباط وحتى 28 من الشهر ذاته، وفق بيان صدر عن الجنائية الدولية. يشار إلى أنه في يونيو/ حزيران الماضي، أصدرت المحكمة الدولية مذكرة اعتقال بحق الثلاثة ذاتهم. وتأتي تصريحات أوكامبو متناقضة مع نص رسالة من سيف الإسلام نشرت في صحيفة القدس العربي الصادرة من لندن، ولا يمكن لCNN بالعربية التأكد من مصداقيتها. وبحسب نص الرسالة، فإن سيف الإسلام توعد بالثأر لمقتل والده، فيما رجحت الصحيفة وجوده على مشارف الحدود مع النيجر. ونقلت عن نجل الزعيم الليبي الراحل قوله "إنني أطمئن عائلتي: والدتي وإخوتي إنني على ما يرام، وإنني كما عرفتموني دائما لا يمكن أن أخون وصية والدي حيا، فكيف أخون وصيته ودمه ميتا." وأضاف "في هذا الوقت التاريخي أريد أن أحدد مصير القضية بوضوح، لأن البعض يرون أن كل شيء انتهى، لكن الحقيقة أن كل شيء قد بدأ الآن، لقد كنت مؤمنا دائما بالدفاع عن ليبيا، وبالانتقام من الخونة والمجرمين الذين أظهروا حقيقتهم للعالم كله، وحتى لو لم أكن مؤمنا بذلك، فإن ما حدث يدفعني بكل قوة إلى أن أحوّل نهارهم إلى ليل، وحياتهم إلى جحيم، وأن أزرع حولهم الموت زرعا أينما كانوا." وتابع سيف الإسلام، بحسب الصحيفة، قائلا "لقد أشعلوا النار فليتحملوا الحريق، ولقد أهدروا الدم فليجرِ نهر الدم، فلن نرحمهم أبدا." ومضى يقول "لقد كان معمر القذافي ينهانا عن حرقهم وكنا نستطيع ذلك، وينهانا عن حرق آبار النفط وقد اقترحت عليه قبل سقوط طرابلس نسف المطار فرفض، لكن اليوم من يحميهم منا؟ ومن يرحمهم؟" وتابع يقول: "سأحرقهم حتى تبتسم الوالدة الحاجة صفية وترضى.. وحتى تزغرد عائشة ويفرح قلبها.. وحتى يرجع الفرح إلى كل قلب زرعوا فيه الحزن في ليبيا."