أكد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية لدى ترؤسه مجلس منطقة المدينةالمنورة أمس، أن هدف خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ألا يبقى مواطن بدون سكن «وهذا ما تحث عليه دائما وزارة الإسكان التي أنشئت من أجل ذلك». وأوضح النائب الثاني أنه يجب تفعيل مجالس المناطق بشكل أكبر حتى تشارك مشاركة فاعلة في مشاريع المنطقة، مبينا أنه سيتحدث إلى خادم الحرمين الشريفين وولي العهد من أجل منح مجالس المناطق صلاحيات أوسع لتمكينها من أداء مسؤولياتها بشكل أفضل. وقال الأمير نايف بن عبد العزيز إن المجالس لم توجد عبثا بل وجدت من أجل أن تخدم المنطقة «وشكرا لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز على كلمته وللشرح المختصر الذي قدمه، ولكنه أعطانا فكرة عن أمور أساسية فيما يتعلق بالإسكان»، مؤكدا أن لقاءه بأعضاء مجلس منطقة المدينةالمنورة يلزمه بلقاء جميع مجالس المناطق في كل منطقة للاستماع منهم عن ما لديهم، ومناقشة الأمور التي هي في صالح المنطقة، رغم أننا نتطلع على جهود مجالس المناطق قبل انعقاد اجتماع أمراء المناطق. ودعا النائب الثاني جميع وزراء الخدمات إلى أن يلتقوا بمجالس المناطق ويستمعوا إليهم في كل ما هو مخصص للمنطقة، وألا يكون هناك مشروع أو عمل سيعمل للمنطقة ما لم يكن مجلس المنطقة على اطلاع عليه لإبداء المرئيات إذا وجدت، ممتدحا أعضاء مجلس المنطقة الذين عدهم من خيرة المواطنين من أبناء هذه المنطقة الذين «يهمكم جدا أن تتحقق المشاريع التنموية لمنطقتكم التي هي أشرف مدينة في العالم بعد مكةالمكرمة، والتي كانت مقر الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين ومنبع الإسلام، فهي لها قيمتها الدينية والمعنوية والتاريخية، من هنا شع نور الإسلام، ومن هنا انتشر الإسلام وبلغ الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام رسالته للبشرية ومن بعده خلفاؤه الراشدون». وأفاد الأمير نايف بن عبد العزيز أن اهتمام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده يشمل كافة مناطق المملكة «وتوجيههما حفظهما الله لكافة الوزراء بتنفيذ ما أقر في ميزانية الدولة بشكل لا يجعل هناك وفرا في الميزانية نظرا لتأخر بعض المشاريع وإزالة كل الأسباب التي تعطلها وترسية المشاريع فقط على الشركات القادرة على التنفيذ». وحث النائب الثاني أعضاء مجلس المدينةالمنورة على بذل كل جهد في سبيل راحة سكان منطقة المدينةالمنورة من شمالها إلى جنوبها ومن غربها إلى شرقها في كل مرفق من مرافق الحياة، مضيفا أن «الخدمات الصحية لها الأولوية في المنطقة فيجب أن تكون شاملة ويجب أن يتم استقبال أي مريض وفي أي وقت». وطالب الأمير نايف بن عبدالعزيز أعضاء المجلس بالرفع عن أي تقصير من أجهزة الأمن ووزارات الخدمات، مشيرا إلى ما ينعم به المواطن السعودي في هذه البلاد من استقرار وأمن. وأضاف الأمير نايف بن عبدالعزيز أن «المواطنين يعيشون حياة طبيعية، ومنافذ المملكة الجوية والبرية والبحرية مفتوحة لمن أراد أن يخرج أو يدخل، ليس على المواطنين قيود ولا على المقيمين قيود أيضا، ومع هذا فإن هذه المنافذ قد يتسرب من خلالها المفسدون والمخربون، ولكن بتوفيق من الله عز وجل ثم بجهود إخوانكم وأبنائكم رجال الأمن استطاعوا أن يفشلوا الكثير والكثير جدا مما يتجاوز 200 محاولة للإفساد والتفجيرات والتخريب داخل المملكة». وقال وزير الداخلية إنه للأسف «ما زلنا نعاني من هذا الأمر ولم ينتهِ، ولكن نرجو من الله أن يعين إخوانكم رجال الأمن على كشف كل ما يضر بالإنسان في بلادنا العزيزة، وأن يتحقق هذا الاستقرار، ويتحقق هذا النمو الاقتصادي والاستثماري»، مؤكدا أنه لولا الاستقرار والثقة ما كان هناك نشاط اقتصادي واستثماري «الآن تأتي الأموال من الخارج إلى المملكة وكما يقول رجال المال أصل المال جبان ولا يعيش إلا في بيئة آمنة، وأنا أثق أن هذه الأمور لا تغيب عنكم أبدا، ولكن إن شاء الله وبعون من الله ثم بجهود رجال الأمن المكثفة وبالدعم القوي من قيادتنا ممثلة في خادم الحرمين الشريفين وولي عهده استطعنا وسنستطيع إن شاء الله الحفاظ على ما تحقق، ويكفينا الله شر الأشرار ومن فيهم شر». وبين الأمير نايف بن عبدالعزيز أن المملكة مستهدفة من جهات متعددة «ولكن نحن نقول نعتمد على الخالق عز وجل، ومن كان الله معه فلا يخشى شيئا، نحن أمة دستورنا كتاب الله وسنة نبيه لا نخالف الإسلام في شيء». وتحدث النائب الثاني عن مؤتمر ظاهرة التكفير الذين افتتحه في المدينةالمنورة البارحة، بالقول «إن المدينةالمنورة تستضيف اليوم مؤتمرا مهما يحضره عدد كبير من علماء المسلمين، وسيكون إن شاء الله له نتائج إيجابية للحد من تضليل الشباب بإفساد أخلاقهم ومعتقداتهم، والمسلم لا يقبل أبدا أن يقتل مسلما بريئا، كما أن أكثر أعمالهم ضد الأبرياء في الأسواق وفي المحلات العامة وفي المدارس، فهذا عمل لا يرتضيه مسلم ولا يعمله إلا عدو، فكيف بالمسلم أن يكون عدوا للمسلم، وكيف يرضى المسلم أن يقتل أخاه المسلم». وأبدى النائب الثاني سعادته بلقاء أعضاء مجلس منطقة المدينةالمنورة وبما سمع من إنجاز، مضيفا «وسيكون إن شاء الله هناك إنجاز أكثر، وسنلتقي إن شاء الله بعد فترة وقد تم إنجاز أمور كثيرة». وحث الأمير نايف بن عبدالعزيز أعضاء المجلس على الاهتمام بالخدمات الصحية والأمنية، والخدمات الأخرى مثل الكهرباء والماء والطرق والرعاية الاجتماعية الممثلة في جهود وزارة الشؤون الاجتماعية وما إذا كانت تغطي استحقاق المحتاجين في المنطقة أم أن هناك قصورا، كذلك الحث على دعم الجمعيات الخيرية التي تعمل في الداخل، وعملها لأبناء الوطن، داعيا رجال الأعمال والتجار أن يكون دينهم أولا، ووطنيتهم ثانيا، حتى يعطى المواطن حقه ويأخذوا حقهم بالشكل المعقول، ويعرفوا أنهم يخدمون الوطن والمواطنين. وأشار الأمير نايف بن عبدالعزيز إلى أن الدولة لا تستطيع أن تتحكم بالأسعار الدولية «ولكن لا يأتي زيادة من الداخل وزيادة فاحشة أو استغلال ظروف معينة بدعوى عدم وجود مخزون خصوصا في المواد الغذائية»، مؤكدا أن الدولة لم تقصر في هذا المجال. وشدد النائب الثاني على أن ارتفاع أسعار عالميا لا يعني رفعها محليا «وهذا يحتاج حقيقة إلى متابعة من وزارة التجارة والإمارة قبل ذلك لتعطى الحقائق لصاحب القرار كوننا جميعا مسؤولين، وليس لنا عذر في أن نؤدي كل ما نستطيع ونحن ملزمون به أمام الله أولا، وثانيا أمام من وثق بنا وولانا شأنا من شؤون هذا الوطن، فرفعة وطننا وسعادة شعوبنا والاهتمام بشبابنا جميعها من الضروريات». من جهته،أكد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، أن لأهل المدينةالمنورة مكانة عالية في نفوس جميع المسلمين عامة، وأبناء المملكة خاصة، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده. وخاطب الأمير نايف أئمة المسجد النبوي الشريف وأهالي المنطقة في لقائه بهم أمس في ديوان إمارة منطقة المدينةالمنورة «إخواني الأعزاء استمعت من أمير منطقة المدينة وأعضاء مجلس المنطقة خلال الاجتماع، إلى الكثير منهم عن الموضوعات المدرجة على جدول أعمال المجلس، وقد أسعدني ما هيئ في المدينة وما سيهيأ بمشيئة الله مستقبلا، ونهنئكم ونغبطكم على سكنى هذه المدينة، مدينة الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، التي شع منها الإسلام، وهي أفضل مدينة بعد مكةالمكرمة». وأكد النائب الثاني حرص خادم الحرمين الشريفين وولي عهده على تحقيق كل ما يصبو إليه شعب المملكة في كل المجالات، وأن هذا أمر واجب وحق لكل مواطن، مبينا أنه تم إنجاز الكثير من المشاريع في المدينةالمنورة، وسيتم إنجاز عدد من المشاريع التي تلبي احتياجات المواطن. وأعرب الأمير نايف عن سعادته وسروره بلقاء أهالي المنطقة، قائلا: إن هذا واجب على كل مسؤول، وعلي أن ألتقي بإخواني المواطنين في كل مناطق المملكة، وأشارك كل أمير منطقة في ما يهم منطقته، مشددا على أن الدولة قادرة على تحقيق الكثير من احتياجات المواطنين في شؤون حياتهم، وأنها ليست بخيلة على شعبها، وهذا ما نلمسه نحن المسؤولين من توجيهات وإلحاح خادم الحرمين الشريفين على العمل والإنتاج كل في مجال اختصاصه، مؤكدا أنه وبرغم الظروف المحيطة بنا «مستقرين وكل آمن على نفسه وعرضه وماله وحريته التي لا تضر بالآخرين أو تخالف شرع الله». وأبان النائب الثاني أنه لا فضل لأحد على المملكة، وأن ما تم في هذه البلاد جاء من خيرات هذا الوطن، داعيا الله عز وجل أن يثبت الجميع على الإيمان به والاعتماد عليه، وأن يعين الجميع على اتباع شرع الله وسنة نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام. بعد ذلك، شرف الأمير نايف بن عبد العزيز مأدبة الغداء التي أولمها أمير منطقة المدينةالمنورة تكريما له. وقبل أن يغادر مقر الإمارة، تسلم النائب الثاني هدية تذكارية بهذه المناسبة، قدمها أمير منطقة المدينةالمنورة. واستعرض المجلس الموضوعات المدرجة على جدول أعماله، والتي اشتملت على إجراءات المنطقة حيال إنفاذ الأمر السامي الكريم بشأن مشاريع الإسكان، وجهود مراقبة الأسعار والحد من ارتفاعها، وتوفر السلع، إنفاذا للأمر السامي الكريم المتعلق بهذا الشأن والنتائج الإيجابية التي تحققت حتى الآن.