بالرغم من التحديات التي تواجهها صناعة الإعلان إلا أنها تظل من أسرع الصناعات نمواً في المنطقة، بحسب فهد خاطر المدير التنفيذي لشركة سكاي هاي الإعلانية الذي التقته أريبيان بزنس في حوار تناول خلاله وضع سوق الإعلان عموماً وتجاوبه مع التغيرات التي طالت الأسواق مؤخراً. وفي ما يلي نص الحوار: في هذه المنطقة، هناك دائماً إشكاليات في العلاقة بين شركات العلاقات العامة وعملائها الذين لا يقدرون دور شركة العلاقات العامة كما يجب. كيف تصف هذه العلاقة؟
لا يمكن وصف علاقاتنا مع عملائنا على أنها مجرد عقود عمل ومشاريع، فقد عملنا عبر سنوات مضت على التأكد من أننا نقدم ما يلائم الأنشطة التسويقية الحديثة لعملائنا والملاحظات الجديدة الناجمة عن الأسواق الناشئة والمتأثرة بهذه الأنشطة، وقد أخذنا على عاتقنا في الوقت ذاته دور الاستشاري الذي يقيِّم عمل العلاقات العامة والأنشطة التسويقية الأخرى لعملائنا لنثبت بذلك أن شراكتنا معهم تتجاوز ما تتضمنه عقود عملنا معهم.
ماذا عن علاقة شركات العلاقات العامةمع الصحافيين؟
إننا كوكالة علاقات عامة محترفة نفهم متطلبات حملة العلاقات العامة الفعالة، فنعامل الصحفيين والإعلام معاملة الشركاء، ونحرص على حصولهم على أحدث أخبار وأنشطة عملائنا بشكل محترف وفي الوقت المناسب، كما نحرص على إبقائهم على إطلاع بما يحدث لأنهم شركاء هامين لإنجاح أي حملة بالفعل.
صناعة الإعلان في منطقة الشرق الأوسط ما زالت تعاني من إشكالات عدة، هل يمكن مناقشة بعضها معك؟.
حتى اليوم، يعتبر الإعلان مصروف زائد بالنسبة للعديد من الشركات الإقليمية وليس استثماراً إلى أي حد تتفق مع هذا؟ وإلى أي درجة تعتقد أن هذا عامل يؤثر سلباً على نمو القطاع؟
يفهم القائمون في سوق الإعلان ومن استطاع البقاء فيه حتى الآن آثار الإعلام والإعلان على صورتهم وعلى قدرتهم على البقاء. لا يمكنني إنكار حقيقة أننا لا زلنا نواجه هذه المشكلة، لكننا نتعلم أثناء عملنا ومن شأن ذلك أن يسهل عملنا. إن "التزاماتنا العشر" تعكس الشفافية التي نتسم بها والتي نقدمها لعملائنا كقيمة مضافة إلى عقود عملنا معهم.
انخفاض الإنفاق الإعلاني في المنطقة جعل القطاع مجالاً لغير ذوي الخبرة، إلى أي درجة يؤثر ذلك على جودة الإعلان ودقة توجه إلى الشريحة المعنية بالرسالة المناسبة؟
نحن في وكالة Sky High نحافظ على نفس المستوى من الجودة والإبداع بغض النظر عن التمويل الذي يخصصه عملاؤنا للإعلان، لذلك نوفر لهم أقوى الوسائل الإعلانية السليمة ليتمكنوا من البقاء في السوق ويحافظوا على مكانتهم فيه.
الإعلان في العالم محتكر من قبل 6 شركات عالمية رئيسية، ويصعب في المنطقة أن تنشأ شركة إعلان وتنمو للعالمية، خصوصاً أن المنتجات المعلن عنها غالباً ما تكون عالمية. هل ترى أن هذا عامل يحد من أفق النمو بالنسبة لشركات الإعلان في المنطقة؟
هناك عملٌ للجميع، وكل ما يتوجب علينا عمله هو البحث في الأماكن المناسبة، واستكشاف مكامن الأعمال المحتملة وتقديم إمكانياتنا في الأسواق الحالية والمستقبلية وللعملاء الحاليين والمحتملين. لقد أسهم تقديم بعض الشركات قيمة مضافة لعملائها في قدرة هذه الشركات على البقاء خلال السنوات العجاف، فالأمر لا يتعلق بكون الوكالة كبيرة أو صغيرة، بل يتعلق بتقديم ما يتوقعه العملاء منا والحفاظ عليهم لأنهم راضون عن أدائنا. لم يعد هذا زمن الوكالات الكبرى، فالعملاء في أيامنا هذه يبحثون عن الوكالات متوسطة الحجم لتلبية احتياجاتهم الإعلانية، وللبقاء في السوق في هذه الأيام، تفتح الوكالات الإعلانية، وحتى الكبيرة منها، سجلاتها القديمة لتحصل على عملاء لم تكن تهتم لأمرهم فيما مضى.
ما هي العوامل الأساسية التي تنقص صناعة الإعلان في المنطقة وتعيقه من النمو إلى مستوى العالمية خصوصاً وأن صناعات أخرى أصبح فيها أسماء عربية منافسة عالمياً؟
على الوكالات الإعلانية أن تقوم بخدمة عملائها على أساس ما سيصبحون عليه، وليس على أساس ما هم عليه حالياً، لذلك فإن اليد الواحدة لا تصفق في مجال الإعلان - ويجب توفر مزيج من القنوات الإعلامية المختلفة للوصول إلى التركيبة والنتيجة المثاليتين.
وانطلاقاً من هذه النظرة، فإن كافة أقسام وكالة Sky High التسعة المختلفة، التي ذكرنا سابقاً أنها تلبي كافة احتياجات العملاء، تحرص على تنسيق أي مشروع بشكل جيد مع باقي الأقسام المعنية، كما تحرص على معاملة المشاريع بشكل مثالي وكأن الأقسام التسعة قسم واحد من أجل الوصول إلى النتيجة المثالية.
الإعلان: تحديات كبيرة.. ونمو أكبر بقلم أنيس ديوب في يوم الأحد, 19 يونيو 2011 هل من إشكاليات أو تحديات أخرى تواجهونها في هذه الصناعة؟
أصبح العمل في مجال الإعلان والعلاقات العامة أكثر تحدياً بشكل عام بعد الأزمة الاقتصادية، وهذا ما يعطينا الدافع والحماس لتطوير نموذج عملنا وأقسام وكالتنا الحالية في نواحٍ مختلفة للمساعدة في ترويج خدمات عملائنا والإعلان عنها وتقديم النتيجة المرجوة لهم.
إن استخدام نموذج عمل يتبنى الابتكار والأداء القوي تجاه المنافسين أدى إلى تحويل العقبات إلى تحديات والتحديات إلى فرص، وقد ساهمت هذه الفرص بدورها في حصولنا على أكثر من 10 عملاء جدد في الإمارات العربية المتحدة وخارجها.
هناك تحول آخر في عالم وهو نحو الإعلان الالكتروني الذي يمثل بدوره عالماً جديداً وإن كان يشكل باباً مفتوحاً وفرص استثمار بتكاليف أقل، إلا أنه ما يزال يعاني من عدة مشاكل منها البنية التحتية للشبكة الالكترونية في المنطقة، ومنها الخبرة والاحترافية في هذه الصناعة التي تحتاج إلى خبرات مختلفة عن تلك التقليدية، كما تشكل السرعة التي تتغير بها اتجاهات هذه الصناعة الالكترونية تحديداً يتطلب مرونةً كبيرة من قبل شركات الإعلان. هل شركات الإعلان في المنطقة مهيأة لاستثمار في هذا المجال؟ وهل دخلتم هذا القطاع أو تفكرون بدخوله؟
يتم الإشارة إلى عام 2011 على أنه عام الوسائط الاجتماعية، أو العام الذي يجب على الشركات فيه أن تتوجه نحو نوع من التسويق المحفِّز والمخطط له جيداً والمؤثر على صعيد الوسائط الاجتماعية. وقد تم تأسيس قسم الإعلان الإلكتروني في وكالة Sky High منذ بدايات عام 2006. وبوجود فريق الوسائط المتعددة القوي والذي يتمتع بالخبرة في هذا المجال، فإننا في وكالة Sky High لم نتأثر بهذا التحول، بل تكاملنا معه وقدَّمنا لعملائنا عدة فرص توفرت لنا من العاملين في مجال التقدم على صعيد نتائج البحث بواسطة محركات البحث (SEOs) والعاملين في مجال التسويق الإلكتروني عن طريق محركات البحث (SEMs)، كما عملنا في مجال شبكات التواصل الاجتماعي كلما سنحت لنا الفرصة للمساهمة في ترويج حملاتنا ومشاريعنا.
إن العمل بشكل وثيق مع عملائنا وتقديم عدة فرص لهم للحصول على الاستفادة القصوى من تواجدهم على شبكة الانترنت وإتباعنا نهج عصري في طريقة تقديم المشاريع سهَّل استخدام الأموال المخصصة للتسويق وجعل الوصول إلى أرقام المبيعات المستهدفة لكل عميل أمراً ممكناً نظراً لأن هذه الوسائل موجهة بشكل جيد ويسهل على من توجه لهم الوصول إليها.
ما هي إيجابيات المنطقة بالنسبة لصناعة الإعلان وما هي الفرص الكامنة فيها؟
تزخر هذه المنطقة بالثروات الطبيعية والفرص التجارية، ويُنظر إلينا في دول مجلس التعاون الخليجي كجزء من الأسوق الناشئة من جميع النواحي والغنية منها. والأسواق الناشئة بحاجة إلى الإعلان لجذب الانتباه إليها ولإشهار العلامات التجارية الجديدة والحفاظ على شهرة العلامات التجارية المعروفة، ولذلك تعد هذه المنطقة منجماً للفرص بالنسبة للعاملين في هذا المجال.
ومن خلال تقديم خدمات احترافية باستخدام استراتيجيات مختلفة وكذلك من خلال التخطيط السليم، يمكن فتح أبواب هذه المناجم وخلق فرص عديدة للتفوق والتميز عن الآخرين.
إلى أين تتجه صناعة الإعلان في المنطقة وكيف تراها في المستقبل القريب؟
سيبقى الإعلان والتسويق من بين أسرع قطاعات الأعمال نمواً في الأسواق. صحيحٌ أن الأزمة الاقتصادية ستهز الأسواق وتؤثر على مستويات الإنفاق، لكن الناس سيظلون بحاجة للإعلان عن منتجاتهم لترويجها. إنها حلقة متكاملة تتطلب وجود الشركاء المناسبين للمساهمة في ترويج المنتجات على النحو الأمثل.
وتكمن إحدى فوائد الأزمة في مساهمتها بإعادة تشكيل مستقبل الوكالات الإعلانية المستقرة والمحترفة من خلال تركيزها الضوء على قوة الوكالات الإعلانية المتخصصة وتأثيرها بالمقارنة مع الوكالات الإعلانية الكبرى.
هل لك أن تعطينا نبذة عن الشركة ونشاطاتها؟
إن سكاي هاي الإعلانية «Sky High Advertising» هي وكالة إعلانية متخصصة تتكون من تسعة أقسام تعمل كفريق واحد لتقدم لعملائها مجموعة واسعة ومتميزة من الخدمات، وهذه الخدمات تتضمن الابتكار والعلاقات العامة والوسائط المتعددة والإنتاج الفني والطباعة والتصوير والتخطيط ووضع الاستراتيجيات العامة وتنظيم المناسبات.
وربما كنا فريدين أيضاً في احتواء وكالتنا على قسم طبي يهتم بشؤون عدد كبير من الشركات الدوائية الدولية في المنطقة.
كيف كانت نتائج هذا العام بالنسبة لشركتكم؟ من واجبنا أن نضمن رقي جودة خدماتنا لمستوى اسمنا: Sky High، لذلك نهدف إلى تحقيق نتائج عالية علو السماء لعملائنا ولنا على حدٍ سواء. لقد أثبتت نتائجنا الطيبة في عام 2010 أننا على المسار السليم وأننا استطعنا تحديد رؤيتنا ومهمتنا بشكل صائب. اريبيان بزنس