تطورت صناعة الإعلام في السنوات الأخيرة بما يجعلها أحد أهم الاستثمارات وأكثرها حيوية خاصة مع النشاط التسويقي المصاحب لها، ولذلك فإن كثيرا من الشركات الدولية العاملة في مجال هذه الصناعة ابتكرت كثيرا من الأساليب التسويقية وتطوير أدواتها الإعلانية والإعلامية، التي تجعلها تتناسب طرديا مع مجمل الأنشطة الاقتصادية للترويج لها إعلانيا وإعلاميا من خلال وسائل الإعلام المختلفة؛ فأصبح هناك نوع من الاستثمار التكاملي بين هذه الوسائل وجميع الأنشطة الاقتصادية. وفي هذا السياق تستضيف السعودية ثاني الفعاليات الخاصة بوسائل الإعلام والإعلان بافتتاح الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة وزير الثقافة والإعلام المعرض السعودي الثاني للوسائل الدعائية والإعلانية غدا في فندق الإنتركونتننتال بالرياض، الذي يستمر لمدة ثلاثة أيام بمشاركة عدد من القيادات الإعلامية السعودية والعربية والدولية. إبراز دور الإعلام السعودي وأكد رجا طراد المدير العام لمجموعتي أهداف ليوبرنت للدعاية والإعلان وMS & L للعلاقات العامة الراعية للمعرض على أن المعرض يعد أهم المعارض الإعلامية في المنطقة العربية، ويستهدف تعزيز الصلات والعلاقات بين المبدعين العرب وتبادل الخبرات بين المؤسسات والهيئات الإعلامية العربية، كما أنه يمثل فرصة حقيقية لجميع المختصين والمهتمين بالميديا ليتعرفوا عن قرب على تطور صناعة الميديا في السعودية التي أصبحت من الدول الرائدة في عالم اليوم. وأشار طراد إلى أن المعرض يعد فرصة للشركات السعودية للتعرف على كل جديد في عالم صناعة الإعلام وآخر ما وصل إليه فن الإعلان والترويج وتكنولوجيا الصحافة والإعلام حول العالم، ولفت إلى أن المعرض يبرز الدور الحيوي الذي يسهم به الإعلام السعودي في حركة التنمية، منوها إلى الدور الطليعي له، الذي يرجع إليه الفضل في تأسيس وبناء صناعة وطنية متقدمة للإعلام في كافة دول الخليج. وقال إن رعاية مجموعته “أهداف ليوبرنت للدعاية والإعلان و MS&L للعلاقات العامة” للمعرض يأتي من منطلق دورها الرائد في النهوض بصناعة الإعلام والإعلان والعلاقات العامة عالميا وإقليميا ومحليا، إذ نفتخر بوجودنا بالسوق السعودية منذ أكثر من 26 عاما وبنجاحنا في توطين هذه الصناعة إلى حد كبير ومساعدتنا على ظهور شباب سعودي موهوب يعمل بمقاييس عالمية ضمن الإطار الثقافي والاتصالي المحلي. وأسهم في تطور صناعة الميديا بكل أركانها في السعودية والخليج. أكبر تجمع تسويقي من جهة أخرى قالت شيخة المزيني المدير العام لشركة بتولا المنظمة للمعرض أن العمل أخذ طابعا جديا منذ بداية العام الجاري حتى يأتي المعرض السعودي للوسائل الدعائية والإعلانية في نسخته الثانية تجسيدا لحركة التطور الهائلة التي شهدها قطاع الإعلام والإعلان في السعودية، مؤكدة إنهاء كافة الاستعدادات لانطلاق (2009 Saudi media show)، وأوضحت أن المعرض يمثل نقطة انطلاقه إلى مستوى الرقي الذي يسعون إلى وجوده في طبيعة اختيارهم للشركات الإعلانية والإعلامية، مشيرة إلى أن أهمية المعرض تنبع من كونه أكبر تجمع للمتخصصين والمهتمين بالتسويق والوسائل الإعلانية والدعائية والإعلامية والعلاقات العامة، كما سيشهد المعرض استضافة العديد من الشخصيات اللامعة في مجال نقد الإعلانات الصحافية والمصورة للتحدث عن نقاط القوة والضعف في الإعلانات العالمية. وأوضحت أن المعرض السعودي الثاني للوسائل الدعائية والإعلانية سيشهد عددا من الفعاليات المهمة التي ترتقي بمختلف مجالات العمل الإعلامي في السعودية، كما سيشتمل على عدة ندوات يتحدث فيها عدد من رموز الإعلام السعودي والعربي. وبينت المزيني أن الشركات الدولية المشاركة في المعرض تشكل نسبة 30 في المئة من إجمالي المشاركين، ومن أهم هذه الشركات media one الشركة الحائزة جائزة لنكس دبي في التصميم الإبداعي، وشركة UBMS لمنتجات التصوير ووكالة كروبس من لبنان التي ستطلق كتاب كروبس ميدل إيست الذي يضم نخبة من الشركات الدعائية والإعلانية في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى شركات الإنترنت مثل مكتوب ومحرك البحث العربي “أين” الذي يعمل على إدخال خرائط البحث التي تظهر على الشوارع بدقة في الوطن العربي، إضافة إلى وجود كبرى شركات إنتاج كاريكاتيري مثل أبو محجوب الأردنية التي ستوجد في المعرض من خلال شخصية أبو محجوب الكاريكاتيرية، إضافة إلى القنوات ذات الصيت الواسع التي اهتمت كل الاهتمام بتغطية هذا الحدث ومنها قناة “الآن” المهتمة بالمرأة العربية، وصانعو القرار وقناة “فنون”، كما تعد هذا المشاركة الأولى لماسنجر العربية في معارض مدينة الرياض. فرص وظيفية للشباب وأضافت المزيني أن عددا من الشركات المحلية الكبرى حرصت على المشاركة في المعرض هذا العام مثل مجموعة أهداف ليوبرنت للدعاية والإعلان و MS&L للعلاقات العامة، ومجموعة أعالي، والصورة الكاملة، ولواصق وإعلانات الطرق المئوية، والوطنية ومطابع الناشر العربي و Icom، بالإضافة إلى cymx التي ستقدم مواد إعلانية جديدة في السوق المحلية، بالإضافة إلى مكائن طباعة جديدة، كما ستعرض وكالة الشمسان للدعاية والإعلان تقنيات دعائية حديثة ومبتكرة على السوق السعودية وهي احتلت المساحة الأكبر، كما ستطلق صحيفة “شمس” التي ستقدم عروضا خاصة على إعلاناتها وإطلاق حجم جديد لصحيفتها التي أثبتت مكانتها بين الصحف السعودية. وتوقعت المزيني أن يشهد المعرض حضورا جماهيريا كبيرا بفضل الحضور الدولي للشركات وما يطرحونه من قضايا مهمة وحيوية تلعب دورا كبيرا في الحياة اليومية، بالإضافة إلى الدور الذي تؤديه “الميديا” باعتبارها أحد الركائز الرئيسية التي تدفع عجلة التنمية البشرية والاقتصادية إلى المزيد من التطور والازدهار. وأكدت أن المعرض حرص على توجيه جانب مهم من اهتماماته إلى خريجي التسويق والإعلام والعلاقات العامة، ودعوتهم للتواصل المباشر مع مسؤولي الشركات لتأمين وتوفير فرص وظيفية للشباب السعودي، كونه يعد من أبرز الأحداث التي تجمع أكبر الشركات المتخصصة في هذا المجال، حيث شهد العام الماضي نجاحا منقطع النظير سواء على مستوى المشاركات أو على مستوى عدد الزوار للمعرض.