يتوجه المسؤول الجديد في العالم المتقدم إلى مكتبه حاملا ملفا يضم خطة عمل دقيقة ورؤية واضحة وأفقا محددا، أما في العالم المتأخر فيحمل «بشتا» وغراء و«رزنامة»، «البشت» لزوم الوجاهة الجديدة، والغراء لزوم التثبيت على كرسي الوظيفة، أما «الرزنامة» فليعلن المدة التي يحتاجها للتعرف على سير العمل قبل أن يباشر وضع لمساته السحرية!! في العالم المتقدم، الوظيفة العامة ليست أكثر من مسؤولية يتحمل عبء إنجازها لمدة محددة، فإذا أنجزها لم يطلب تثبيتا مدى الحياة، وإذا فشل غادر مكتبه دون إبطاء، أما في العالم المتأخر فالوظيفة العامة وجاهة خاصة أولا ثم مسؤولية إن أنجزها احتكرها مدى الحياة، وإن أخفق فيها طلب مهلة مدى الحياة لإنجازها !! كي تعرفوا لماذا تنجح الدول المتقدمة، عليكم أن تعرفوا لماذا تفشل الدول المتأخرة ؟! ابحثوا عن «الفروقات العشرة» بين المسؤول المتقدم والمسؤول المتأخر وستكتشفون أسباب التأخر والتعثر والفشل والفساد !! هناك في العالم المتقدم يشعر المسؤول بالغربة مع كرسي وظيفته العامة، فالعلاقة بينهما علاقة مؤقتة وعابرة، وعندما يجلس على كرسيه لأول مرة يرى طيف من كان يجلس عليه قبله مدركا أنه سيكون طيفا لمن سيجلس عليه بعده، أما عند بعض مسؤولي العالم المتأخر فتتداخل العلاقة بين الكرسي والجالس عليه، فلا يعود يميز بين العام والخاص، ولا بين كرسي مكتبه وكرسي صالة معيشة بيته !! نقلاً عن صحيفة عكاظ