سبة كبيرة من النساء العربيات، وخصوصًا الخليجيات، لا يعرفن ما في خزائنهن من مكياجات وعطور، فكلما توجهن إلى "المولات" أعجبهن منتج جديد لماركة عالمية، واشترين منه بدون حساب، حتى بات الأمر ضرورة إلى حد الترف، وليس حاجة، ولكن هل الزوج مسؤول عن مزاج زوجته، التي تبتاع ما يحلو لها من مستلزمات التجميل وتجلس في الصالون، ربما يوميًا لتسرح شعرها وتعتني بمكياجها؟ هل فكرت أن تضع للأمر ميزانية؟ وماذا عن مطالبة الزوج بالتخلي عنها لصالح مصروفات أسرية.. تعترض.. تتحايل.. ترضخ للأمر الواقع؟ "سيدتي" سألت في هذا الملف نساء عربيات عن كيفية تخصيصهن ميزانية لجمالهن. الرياض: زكية البلوشي، دبي: بحار البازركان، المغرب: فتيحة النوحو، بيروت: عفت شهاب الدين، المنامة: بدور المالكي، القاهرة: شيماء لاشين، الخرطوم: بخيتة أمين، تصوير: كرار سعوديات: التنازل عن الميزانية كارثة: بلغ إنفاق السعوديات سنويًا 1.5 مليار دولار على مستحضرات التجميل، وقد صرّح رشاد الكنج، مدير التسويق في شركة متخصصة، بأن الشابات يستحوذن على 70 % بنسبة إنفاق تصل من 14 إلى 18 ألف ريال سنويا للواحدة؛ لذلك لم تنكر الإعلامية في قناة "فنون" ندى فاضل أنها تصرف نصف راتبها على أدوات التجميل، وقد تتجاوزها حسب الظروف، ذلك أن ندى تستخدم ماركات عالمية، وهي تعتقد أن مصروف جمالها شأن شخصي، ولا تسمح لأحد بالتدخل فيه، رغم أن أهلها أحيانًا يعتبرونه أمرًا تافهًا، تعلّق ندى: "عندما أتزوج سألزمه بشراء ما أريد، لأني أتجمل من أجله". وتشاركها الرأي الفنانة زارا البلوشي، التي تصرف على مناسبة زواج ثلاثة أضعاف ما تصرفه خلال ستة أشهر، وتفضل شراء أدوات التجميل من الأماكن المخصصة لها، ولا يهمها من سيدفع ثمنها هي أم والدها، تعلّق: "الجمال لا يقدر بأي ثمن". لا تحديد: "لو طلب مني التنازل عن ميزانية جمالي لظروف تمر بها أسرتي قد أتنازل عن تجربة المنتجات الجديدة ولفترة محدودة فقط"، بهذه العبارات اعترفت المذيعة بنان البيك على القناة الأولى السعودية، تكمل بنان: "إذا كنت أتسوق ورأيت دعاية لمنتج أشتريه، حتى إنّ أبنائي يتضايقون أحيانًا من دخولي هذه الأماكن، ولا أهتم بمن سيدفع لأنني مقتنعة، أما إذا تسوقت مع زوجي فعادة هو من يدفع". إماراتيات: لا حاجة للتخطيط.. نشتري في كل زمان ومكان! إنفاق مستحضرات التجميل في الإمارات تجاوز فرنسا بنسبة 38 % و"المملكة المتحدة" بنسبة 6 %، حسب تقرير الأبحاث "يورو مونيتور إنترناشيونال"، ويتوقع أن يتجاوز حجم المبيعات نهاية العام الجاري 3.3 مليارات درهم. لذلك تستغرب عذيجة المزروعي، مصممة أزياء، أن يُطلب منها التنازل عن ميزانية تخص مظهرها، وطالما المرأة تعمل، كما تقول، فلِمَ لا تخصص من راتبها لمظهرها؟ تستدرك قائلة: "هذا لا يعني أن الرجل غير مطالب بدفع أي تكاليف"، وتعرف عذيجة نساء يدخرن ميزانية مكياجهن من مصروف البيت. لكن مريم الأحمدي، الناشطة الحقوقية والاجتماعية، لاحظت أن من حولها يصرفن جل أموالهن لإظهار جمالهن، ولو كانت عبر العمليات الجراحية التي قد تشوه منظرهن. تستدرك مريم: "الإماراتية المتزوجة لا يهمها من أين المال لإنفاقه على جمالها؛ لأنها بالنهاية تطلبه من زوجها، وهن لا يحتجن إلى تخطيط مسبق لشراء مواد التجميل، فأينما كانت الواحدة ومتى توفرت الأسباب تشتري ما تريد، ويكون السبب أقوى بكثير إذا كانت مع مجموعة من النساء يتسوقن معا". لا نقاش: ما إن تعودت المرأة على شيء يخص مظهرها، حتى لا تستطيع التخلي عنه، برأي شادان الجاف، ربة منزل، أن التنازل عن ميزانية العناية بمظهرها موضوع غير قابل للنقاش، تستدرك شادان: "أغلب الأزواج يعترضون، ويفضلون أن يلغوا من حساباتهم كلمة "صالون حلاقة"، متناسين أن لهم الحصة الأكبر في هذا الموضوع، لكن بالنهاية الزوج يدفع"، وشادان لا تفضل الخلط بين مصروف البيت ومصروفها الشخصي على مواد التجميل، وتشتري كلاً على حدة. مغربيات: نتحايل على الميزانية والأولوية للأسرة: رغم أن إحدى الماركات العالمية اعتبرت المغرب أحد الفاعلين فيها، حيث ارتفعت المبيعات فيها بنسبة 11.3 %، إلا أن المغربيات، كما يبدو في التحقيق، لا يعتبرن المظهر رهانا، بل في عداد الكماليات، مثل حسناء القاسمي، اختصاصية الترويض الطبي، التي لن يجبرها المكياج، رغم عشقها له، على إنفاق راتبها عليه، فهي تخصص 10 % شهريا منه؛ لتقتني ما تحتاج إليه، ومستعدة للتنازل عن تلك الحصة في حالة ما إذا مرت بظرف صعب، تشاطرها الطالبة فاتن الملكاوي، التي تعتبر اقتناء المكياج بكثرة إضاعة للوقت أمام المرآة، وتعارضهما الرأي وفاء بدري، تعمل في مركز استقبال؛ لأنها، كما تقول، تريد أن تبدو جميلة في عيني زوجها، وتخصص ما بين 300 درهم و3000 درهم شهريًا، أي نصف ميزانية البيت، وتعلّق: "زوجي فنان تشكيلي ويعشق الجمال، وهو يسهم معي في الشراء". لبنانيات: نصرف ما بين 5 و10 آلاف دولار سنويًا 18500 جراحة تجميل سنويًا تُجرى في مستشفيات لبنان، والنساء الجميلات تزيد رواتبهن 15 %، عن النساء الأقل جمالاً، في دراسة أصدرها مصرف "فرست ناشيونال بنك"، أي أن الجراحات استحوذت على السوق أكثر من المستحضرات، التي باتت من أضر الضروريات، فهند برهوم، سيدة مجتمع، تشتري كل 3 أشهر أفضل الماركات، فهي لا يمكن أن تستغني عن كريم النهار لصالح كريم الليل؛ لذلك تخصّص ميزانية تتراوح ما بين 400 و500 دولار، تكشف هند: "عندما أشتري مستلزمات المكياج، أتعمّد أن أضعها في كيس واحد؛ لعدم لفت الانتباه، وهذا الأمر ليس له علاقة بالظروف". زوج هند لا يمانع أبدًا في اهتمامها بمظهرها، ولا يتدخّل بميزانية جمالها، طالما أن هذا الأمر لا يتعارض مع ميزانية البيت والمصروف. منال مارديني، موظفة، أيضًا اعتادت تخصيص جزء من راتبها لشراء مستلزمات المكياج؛ لأنه شأن خاص بها، تعلّق منال: "لا أرى أنه على الزوج أن يدفع لي المال، إلا إذا أحبّ أن يبادر بهذه الخطوة من تلقاء نفسه". لمسة جمالية: كشف لنا خبير التجميل إيهاب المنسي أن كثيرًا من السيدات يرتدن صالونات التجميل كل يوم، منهن ربات بيوت، ولكن أكثرهن يعملن، ويستغرقن وقتًا يتوقف على ما يطلبنه، وإيهاب يرى أن ما يفعلنه مكلف، فهناك العديد من المواد التجميلية العلاجية والطبية الغالية الثمن. الخرطوم"هوس" بيوت التجميل يقود للطلاق! العولمة والقنوات الفضائية جعلت السودانيات يبحثن عن الجديد في الجمال، ولكن ما زال معجون «الدلكة السودانية» وبخور الصندل، والدخان، والطلح، هي الأكثر تأثيرًا على إكساب البشرة السمراء لونًا وعطرًا، وهذا الأمر الذي يعشقه الرجل السوداني، حسب رأي خبيرة المكياج نهلة إدريس، وهذه المستحضرات لا تُنفق عليها الأموال، كالكريمات والمرطبات الجاهزة . ياهو مكتوب