رغم إعاقتها السمعية التي أصيبت بها منذ صغرها، تمكنت الفتاة السودانية مياسة من الحصول على المركز الأول في امتحانات الشهادة الثانوية العامة في السودان. لم تمنع الإعاقة مياسة من خوض غمار التجارب الحياتية، بل والتفوق على نفسها، فتمكنت من تحويل قسوة الحياة إلى تحدٍّ ورغبة في النجاح، واختارت التفوق في كل دروب الحياة، وحوَّلت صمتها إلى لوحات فنية مشرقة. اختارت الفتاة السودانية الصماء، الألوان والريشة لترسم عالمًا خاصًّا هي من تختار تفاصيله، فحولت سواد الإعاقة إلى صور مزخرفة مبهجة من ألوان الفرح والأمل، والحلم بغد أكثر إشراقًا، فأحرزت المركز الأول في الثانوية العامة بجمهورية السودان لتكرم من أكبر القطاعات الحكومية والخاصة وعلى مستوى رئاسة الجمهورية. وقالت "والدة مياسة"، في حوارها مع "صباح الخير يا عرب"، الأحد 22 مايو/أيار 2011؛ إن ابنتها أصيبت بارتفاع في درجة حرارتها تسبب بشلل بالعصب السمعي؛ ما أدى إلى إعاقتها السمعية، إضافة إلى صعوبة النطق. وأضافت أن مياسة "منذ صغرها تميل إلى الفن والذوق الجميل، وكانت ترسم لوحات مميزة، ولم تتسبب إعاقتها بأية مشكلة لها، وكنا ندعمها وندفعها إلى الأمام دائًما ولا نشعرها بإعاقتها". وأعربت "مياسة" عن سعادتها باحتلالها المركز الأول في شهادة الثانوية العامة. وقالت، عن طريق والدتها التي ترجمت لغة الإشارة، إنها بكت عندما أعلنت النتيجة. وتعتبر "مياسة" نموذجًا أمثل لشابة طموحة ناجحة تمتلك عزيمة جبارة.