أثبتت دراسات أن الإعاقة الحركية تعد الأكثر شيوعاً في السعودية، وأشارت إلى أن 40 في المئة من الإصابات كانت بسبب الحوادث المرورية، فيما أكد اختصاصيون أن 50 في المئة من حالات الإعاقة السمعية ترجع إلى اضطرابات وراثية وإلى زواج الأقارب. وكذلك الأمر بالنسبة للإعاقة البصرية، إذ تثبت الأبحاث أن 65 في المئة منها عائدة لتعرض الأم أثناء فترة الحمل إلى أمراض أو إشعاع، وهو ما يؤثر في نمو الجهاز العصبي للجنين. وتصنف الإعاقة بحسب اختصاصيين إلى وراثية (ما قبل الولادة) ومكتسبة (بعد الولادة)، بغض النظر عن نوعها، سواء كانت حركية أو ذهنية أو سمعية أو بصرية. وأوضحت اختصاصية النطق والتخاطب سامية محمود أن 50 في المئة من حالات الإعاقة السمعية عائدة لاضطرابات وراثية تنتقل للجنين عن طريق الجينات الحاملة للمرض من الوالدين، كما أن زواج الأقارب المتكرر يسهم إلى حد ما في زيادة نسبة الصمم، وهو ما يطلق عليه إعاقة ما قبل الميلاد. وأشارت إلى أن نقص الأوكسجين خلال فترة حمل الأم وحدوث شذوذ جيني بين الأم وجنينها وإصابة الأم الحامل بالفيروسات، مثل الحصبة الألمانية والتهاب السحايا والتهابات الغدد النكفية وتناولها بعضا من العقاقير الضارة بالجنين وتعرضها للإشعاعات، كلها عوامل تؤدي إلى إصابة الجنين بالصمم قبل ميلاده. أما تعسر الولادة وولادة الجنين قبل موعده وإصابته ب»الصفراء» بنسبة كبيرة وتعرضه لإحدى الحميات الفيروسية والميكروبية خصوصاً الحصبة الألمانية، فتعد أسباباً صريحة للإصابة بالصمم بعد الميلاد، في حين أن التهابات الأذن والشيخوخة والضوضاء تعد دوافع أخرى للإعاقة السمعية المكتسبة. ولفتت إلى أن على الأم أن تنتبه إلى طفلها، فعدم تفاعله معها من الشهر الثالث عند سماع اسمه أو اسمها وتركيزه فقط على اتباع حركاتها وتقليده لحركة شفتيها مؤشرات واضحة، لوجود خلل في الحاسة ذاتها «وذلك يتطلب من الأم اصطحابه إلى متخصص يتكفل في الكشف عن حالته واتخاذ الإجراءات اللازمة التي من شأنها تقليص نسبة الصمم نوعاً ما إذا كانت حاسة السمع لديه متدنية». أما اختصاصية العيون الدكتورة منال حافظ فأكدت أن الإعاقة السمعية قبل الميلاد تعزى إلى عوامل جينية وراثية أو نتيجة لتعرض الأم للأشعة، تناول عقاقير تؤثر في الجنين أو إصابتها بأمراض خطرة ومعدية فترة الحمل، «لأن ذلك يؤثر في نمو الجهاز العصبي المركزي». وأشارت إلى أن هذه العوامل تشكل 65 في المئة من حالات الإعاقة البصرية، أما مرحلة الإعاقة البصرية المكتسبة (بعد الميلاد) فتتفاوت أسبابها ما بين تقدم العمر، سوء التغذية، الحوادث والأمراض، زيادة نسبة الأوكسجين في حاضنة المولود. وذكرت أن 16 في المئة من الإعاقات البصرية تعود إلى أسباب غير محددة، موضحة أن «الإعاقة البصرية تتمثل في ثلاث فئات: فئة المكفوفين، فئة المبصرين جزئياً وضعاف البصر». ولخصت أعراض الإعاقة البصرية بفرك العين باستمرار وتغميض إحداها، تغطية إحدى العينين عند القراءة أو عند رؤية الأشياء القريبة والبعيدة، أن يرمش بعينه أكثر من المعدل الطبيعي، تقريبه للأشياء التي يريد أن ينظر إليها، أما الأعراض الظاهرة فتتفاوت ما بين انتفاخ الجفون، احمرار العينين، الحول، الإحساس بتنميل فيها». وشددت على أن الأسرة والمعلم والطبيب لكل منهم دور كبير في الكشف المبكر عن الإعاقة البصرية التي تسهم في تقنين بلوغها حالات متطورة. وأضافت: «يتمثل دور اختصاصي العيون في تشخيص حال الطفل ما إذا كانت من النوع القابل للعلاج والتصحيح أو غير قابلة للعلاج حينئذ يتم إلحاقه ببرامج تربوية خاصة». من جهته، كشف المتخصص في العلاج الطبيعي الدكتور سامي أبوحماد أن أكثر أنواع الإعاقة شيوعاً في المملكة هي الإعاقة الحركية، مشيراً إلى أن 40 في المئة من هذه الحالات بسبب الحوادث المرورية. وأوضح أن الخلع أثناء الولادة والإعاقة لمن هم فوق الخمسين بفعل الجلطات والنزيف الداخلي الذي يتسبب في الشلل بأشكاله تعد من أكثر حالات الإعاقة شيوعاً في المملكة. وعن مسببات الإعاقة في الحالات السابقة، ذكر أبو حماد أن صغر حجم رحم المرأة يسهم في خلع احد أطرافه أثناء عملية إخراجه، فيما تعتبر أمراض السكري والضغط مسهماً كبيراً في الأمراض المسببة للإعاقة. ومن ضمن المسببات الرئيسية للإعاقة الحركية او الذهنية «الزواج بين الأقارب» بحسب أبو حماد الذي أشار إلى أن «تقوس الرجلين» و«الضمور العضلي» للمواليد غالباً ما يكون بسبب زواج الأقارب. وشدد على ضرورة تنبه الأسرة للطفل المعوق واكتشاف حالته باكراً للتقليص من نسبة الإعاقة، مشيراً إلى وجود حالات عدة يتسبب فيها حمل الطالبة حقيبة مدرسية ثقيلة واعتمادها على يدها اليمنى في انجاز أعمالها المدرسية، إضافة إلى اتكائها معظم الوقت عليها يسهم في تقوس العمود الفقري وتأثر احد أطرافها، ما يسبب ذلك في إعاقة لها قد تتطور إلى حال يصعب علاجها بعد تجاوزها سن ال15 عاماً حيث يكتمل نمو الفرد في عامه ال18». وطالب باستحداث تعاون بين عدد من المختصين والمدارس، يعمد من خلالها المختص إلى زيارة إحدى المدارس ما بين فينة وأخرى يكشف من خلالها على الطلاب ويتأكد من سلامتهم». إلى ذلك، طالب اختصاصيون بتكاتف الأسرة مع المؤسسات التعليمية ومراكز التأهيل في بناء تواصل مفتوح وعلاقات تشاركية بين أسر المعوقين والمؤسسات من جهة، والأسر فيما بينها واكتساب الخبرات بينهم في ما يتعلق بالطرق وأساليب التعامل مع المعوق والمساهمة في تقليص إعاقته سواء على المستوى النفسي، الصحي، الاجتماعي. وأضافوا: «لابد من إزالة الحواجز التي تعوق المعوق عن ممارسة حياته اليومية مثل تأهيل المباني والشوارع له وتهيئة ظروف المجتمع والبيئة لتحقيق الأهداف المنشودة».