يأمل دالاس وينز في أن يستعيد الشعور بلمسات وقبلات طفلته البالغة من العمر أربع سنوات مرة أخرى، بعدما افتقد هذا الشعور لفترة طويلة إثر تعرضه للصعق بتيار كهربائي، أدى إلى احتراق وجهه بالكامل، مما أفقده حاستي الشم والبصر. إلا أنه وبعد شهرين من خضوعه لزراعة وجه كامل، هي الجراحة الأولى من نوعها في العالم، أكد الأطباء، في المستشفى التي يرقد بها بمدينة بوسطن الأمريكية، أن وينز، الذي ظهر لأول مرة بعد العملية أمام الصحفيين الثلاثاء، ربما سيستطيع استعادة هذا الشعور قريباً. وذكر الأب الشاب، البالغ من العمر 26 عاماً، والذي خضع لأكثر من 20 عملية جراحية منذ تعرضه لهذا الحادث قبل أكثر من عامين، خلال مؤتمر صحفي، أنه يتطلع إلى معانقة ابنته، كما أعرب عن أمله في العودة إلى استكمال دراسته الجامعية بعد خروجه من المستشفى. وقال الطبيب جيفري جانيس، بمستشفى "باركلاند"، والمركز الطبي بجامعة جنوب غربي تكساس في دالاس، والذي أشرف على علاج وينز منذ الحادث، إنه خضع لجراحة لإعادة بناء أجزاء بالوجه، أعادت له حاسة الشم، وأضاف أن عودة العضلات والأعصاب للعمل بشكل طبيعي قد تستغرق بعض الوقت. وتعرض وينز للحادث في نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2008، عندما كان يقوم متطوعاً بدهان جدران إحدى الكنائس، حيث اقترب برأسه من خط للتيار الكهربائي ذي ضغط مرتفع، مما أدى إلى تعرضه للصعق بالكهرباء، مما أدى إلى احتراق معظم أجزاء وجهه. وبعد نقله إلى وحدة العناية المركزة، أدخله الأطباء في غيبوبة طويلة لمدة تقارب ثلاثة شهور، حيث كان يقوم بالتنفس عن طريق جهاز صناعي، بينما عكف الأطباء على دراسة إمكانية خضوعه لزراعة وجه بالكامل، وكان كثيرون لا يتوقعون أنه سيتمكن من مغادرة المستشفى يوماً ما، بحسب الطبيب. يُذكر أن الأمريكية كوني كالب كانت قد خضعت لجراحة مماثلة قبل أكثر من عامين، بعدما مزقت رصاصة وجهها تماماً عام 2004، حيث فقدت أنفها وخديها وفكها الأعلى، كما فقدت القدرة على التذوق والشم والكلام، جراء فقدان أنفها وشفتيها، وكانت تتنفس عبر فتحة جراحية في العنق. ومؤخراً أكدت كالب، البالغة من العمر 47 عاماً، في مقابلة مع CNN، أنها تشعر الآن بسعادة غامرة، لافتة إلى أنها تمارس حياتها بشكل طبيعي، وقالت: "يمكنني الآن أن أشم.. وأستطيع أن أتناول اللحم، ويمكنني أن أكل الأطعمة الصلبة، لذا فأوضاعي تتحسن باستمرار." المصدر: سي ان ان