عندما تحدث المشكلات نبحث الحلول ونحاول الاهتداء بطرق عملية تمكننا من الحل الأنجع وعندما نؤجل الحل للبحث عن حل شامل يسرقنا الزمن لتتحول المشكلة فيما بعد إلى كارثة وإذا وقعت الكارثة تعددت الخسائر وضاعت حدود المشكلة حتى تصبح أصابع الاتهام محددة الشكل في اتجاهها غامضة في مدلولها , فلوهلة نظن أن المدان أمامنا بشحمه ولحمه ومانلبث يخذنا شتات التفكير حتى نتسائل أليس معه أحد أم أنه ضحية مثلنا أم أن التخطيط المتلاشي في إدارة الأزمة الدائمة حبيس الأحرف الهلامية والرطانة المستهلكة في أفواه بعض من لم يتحمل المسؤولية عند " الغرق " وتحمل التلويح بالمجداف قبل أن يرى القارب بعينيه . وقد أجد الأغرب في أن ساعات مطر جدة لم تكن أياما متواصلة الهطول ففي فبراير 2007 استمر هطول الأمطار على الرياض وضواحيها 4 أيام متواصلة وفي المدينةالمنورة عام 1414 تسعة أيام وفي الطائف عام 1416 استمر المطر متواصلا ً بين شدة في الهطول وهتان 18 يوم وهذا على الصعيد المحلي ولم نسمع بحالات رعب على الأقل باستثناء الرياض في العام المنصرم التي شهدت مأساة الأحياء الحديثة وقد وصل ارتفاع منسوب المياة في جدة إلى 111 ملم بينما في عقلة الصقور وصل إلى 150 ملم في عام 1427 ه ومترين تقلب حي السامر إلى مخطط " أمازوني الملامح " . وعالميا أوروبا شهدت موجة أمطار لم تشهدها منذ سنين طويلة ففي كرواتيا تسببت الأمطار الغزيرة والرياح الشديدة التي ضربت مدينة دوبروفنيك الكرواتية يوم الإثنين 22 تشرين الثاني نوفمبرفي حدوث فيضانات دمرت بعض الطرقات وشلت الحركة خصوصاً وهي من أقل دول أوروبا استقبالا ً للزخات المطرية . وشهدت اليابان أيضاً موجة مطرية عاتية تسببت في إجلاء 300 ألف من منازلهم نظراً للفيضانات والانهيارات وشهدت أمريكا في بعض ولاياتها مالحق أروبا وفي أعقاب هذا الطوفان لم تسجل كرواتيا إلا حالة تأثر واحدة ولم تسجل اليابان إلا حالتين مفقودتين من ال 300 ألف وكان هناك خطة استباقية وتدريب على التعامل مع الأزمة في حين أن كل المناطق السابقة الذكر لديها مشاريع تصريف لمياه الأمطار تحولها إلى أنماط متعددة أقلها تكرير المياة للاستفادة منها أو إلى مصدر من مصادر الطاقة كما هو في اليابان حاليا ً . وجميع دراسات المستقبل تشير إلى تغير مناخي واضح على أجواء العالم في التنبوء بارتفاع نسبة هطول الأمطار فهل السدود في الشرق والغرب مهيأة للصمود أمام الارتفاع المستقبلي في منسوب المياة أم أن حي السامر سيحيي الليلة على أنغام عبد الحليم " إني أغرق " وسيكون الفنجان حينها بلا قارئة . .