لم تفلح جهود أمانة جدة في كبح جماح المياه المتسربة من بحيرة المسك في ظل انسدادات مجاري السيول وقنوات الصرف وانعدام صيانتها، فالمياه التي بدأت في الدخول لبعض الأحواش شكلت خطرا على المنازل المجاورة للبحيرة. وقد أدت الأمطار الخفيفة التي هطلت على جدة أمس في تجدد حالات الخوف من تكرار الكارثة، حيث أدت إلى إرباك حركة المرور خصوصا على الخط السريع (الحرمين) نتيجة الازدحام الكبير. المجاري مغلقة وقال المواطن عادل العتيبي خلال جولة “شمس” قريبا من أماكن التسربات “يبدو أن المياه القادمة من البحيرة استطاعت التحايل على السدود الترابية التي تعمل الأمانة على وضعها ليل نهار، فقد بدأت في التسرب من خلف الجبال المحيطة بالبحيرة”. وأضاف سعد الجابري أن سرعة المياه القادمة من البحيرة تزيد يوما بعد يوم، على الرغم من المعدات التي تعمل على الردم، والخوف من تجمع المياه في وادي مريخ (غرب البحيرة) ما ينذر بفيضان وكارثة بيئية لا تحمد عقباها. وطالب بعض السكان بفتح مجاري السيول المغلقة حتى تحتوي المياه المتسربة من خلالها وتذهب للبحر مما سيساعد على خفض منسوب البحيرة. حلول الردم مؤقتة أما مطر الأحمري فأكد أيضا أن غالبية المصبات التي تنقل المياه للبحر مغلقة بالكامل، فلو تم فتحها وصيانتها فسوف تسهم بشكل فاعل في المساعدة في نقل المياه حتى يكتمل مشروع الصرف الصحي وتصريف الأمطار، لكنه لفت إلى أن المشكلة الأساسية في إغلاق تلك المصارف هو بناء المنازل على مجاري السيول. وأشار إلى أن حلول الأمانة بالردم حلول مؤقتة ولن تصمد أمام أي فيضان متوقع للبحيرة في حال هطول أمطار جديدة أقل من السابقة، وهو ما قد يغرق شرق جدة بأكمله. وفي الخط المجاور لطريق الحرمين من الجهة الغربية وضعت بعض الجهات ردميات من الأتربة لتقطع بذلك الطريق بين المجرى وحي التوفيق. ويشير الأحمري إلى أنه لو زادت نسبة التسرب في البحيرة فستتجمع المياه عند هذه النقطة. استمرار النزوح ومع تزايد كميات المياه المتسربة من البحيرة واصل السكان القاطنون في حي التوفيق ووادي مريخ النزوح بعيدا، فيما بقي بعض القاطنين في المنازل المشيدة على الجبال ينتظرون ما ستسفر عنه الأمور. وقال ناجي البقمي إن الأوضاع في الوادي مخيفة، فكمية المياه التي بدأت تتدفق ستغرقه بالكامل في ظل انسداد القنوات ومجاري السيول، مشيرا إلى أن غالبية السكان غادروا بطن الوادي متجهين لأماكن أكثر أمانا. سكان السامر غاضبون أما سكان حي السامر فقد تذمر عدد منهم من الأوضاع التي أصبح عليها الحي بعد أن أصبحت الناحية الشرقية منه مكانا لتجميع الأنقاض والسيارات المتضررة.