زنقة زنقة.. بيت بيت.. إلى الأمام إلى الأمام، باتت لازمة حماسية إعلامية نرددها الفضائيات، لطريقة العقيد معمر القذافي المبتكرة في التحريض وشحذ الهمم ضد الخصوم، غير أنها في الإعلام الرسمي الطرابلسي تتردد عبر موجات من قبضات العقيد وجمله المتقطعة بين الشعارات والضجيج المنطلق من حناجر محشورة في صفة الجمهور في باب العزيزية. غير أن أداء التلفزيون الليبي على سبيل المثال، كان أشبه بكوميديا سوداء، أو بالأحرى أبلغ توصيف لدخول المأساة في الملهاة على الأرض الليبية، وبالأخص حين ذوب المذيع الحد الفاصل بين النجم التلفزيوني والجندي العسكري، بتلويحه في وجوه المشاهدين برشاش كلاشينكوف. اللازمة القذافية الخاصة بمطاردة الثوار شبراً شبراً، لم تتوعدهم هذه المرة بمريديه، بل بفعل سلاطين الجن الذين استغاث بهم معمر القذافي على فضائية الجماهيرية الليبية ليكون الهواء مفتوحا والدعوة أسرع. فقد استضاف برنامج عشم الوطن رجل الروحانيات يوسف شاكير للقضاء على دول أطلسية وقطر والإمارات اللتين توعدهما برياح صفراء لا تذر ولا تبقي من خلال دعواته التالية: " الصالحون معكم أهل الباطن يحاربون معكم رسالتي موجهة من الحكيم سليمان إلى السلطان حس حبتوه المغرب لقد كثر الهرج والمرج والأخذ والرد عليه أرسل طيور «أزرب» الخضر عليهم دكت بلادهم جزاء من جنس العمل واحدة بواحدة والبادي أظلم، عمنا الظلام ابدأ بولايتين ودعم البومة السوداء تنعق رد الفعل بالمثل وتتجرع الإشعاع الياباني، وأهرج وأمرج من يسكنها، عبثا تحاول نقلهم بالسفن وإلى أين تخندقهم في السراديب الهراء، ستنعق البوم الندم والحسرة لا حل للإشعاعات النيزكية. أيها الأميركيون ارحلوا قبل أن يداهمكم الموت البطيء في السريع، تراجع وعاود ما فاتك وإن تقدمت على العناد نتقدم لأكثر فوضى في العالم وأنتم تعلمون من هو المربوط الليبي، السلطان يمشاس أرض الأتراك تنشق بزلزال من أجل بيع الدين بالدنيا، السلطان أشاوس أرض الإنجليز وتابعيها، ريح صفراء تحمل غبار الموت، وغضب الطبيعة يطهر قذارات البشر، ارحلوا يا آدميين، هذه المدن إنذار موت لا محالة، قادتكم لم يتركوا لكم خيار ستموتون غدا باليوم، و «ويلقي مسبحته». رابط لفديو تقليعات القذافي :