جميل بل وخرافي بل ومثالي خطاب الأخت صاحبة المعالي نورة الفايز نائبة وزير التربية والتعليم في مؤتمر حقوق الطفولة العربي الذي مثلّتنا فيه - حفظها الله - مؤخرا في مراكش.. حقيقة ما قصّرت معالي النائبة في استعراض طابور من برامج الأمان الأسري والهيئات الحقوقية للطفولة والأمومة وأكوام من الإستراتيجيات واللجان المعنيّة بأوضاع الطفل في المجتمع السعودي وبشكل يجعلك لا تصدّق أن هناك طفلا واحدا أو طفلة محروم من التعليم والرعاية والحماية في البلد..
طبعا في الليلة التي كانت تسرد فيه خطابها معالي النائبة على المنتدين في مراكش كنت أتابع سيدة اسمها أحلام تقطن رصيفا لشارع مشجّر في مدينة جدة تستظل بالأشجار وتفترش الأرض إلاّ من خرق بالية ترتمي عليها أجسام ثلاثة صغار أكبرهم في التاسعة وأوسطهم في السابعة وأصغرهم في السادسة لا يعرفون شيئا اسمه مدرسة أو دار رعاية أو مسكن يسترهم..
طبعا أكيد أن معاليها لا تشاهد ربما التلفزيون السعودي ولا حتى محطات البان أراب وليس لديها وقت لتصفّح صحف كالمدينة وعكاظ واليوم والوطن لتتعرف عن قرب عن حالات مماثلة لأوجاع أحلام اليتيمة وأبنائها الصغار في كل عدد يومي من تلك الصحف تتفاوت فقط في التفاصيل فيما بينها وإلاّ المصيبة واحدة..
لكم تمنيت أن معالي النائبة وزملائها من وكلاء في التربية والتعليم وفى الشؤون أن يقولوا لنا أنهم مؤمنون بأن هؤلاء غير مواطنين وان صحافتنا تخلط الحابل بالنابل وتسيء للبلد ولجهود مؤسسات الحكومة بنشرها لهكذا حالات شاذة من وقت لأخر..
يا معالي النائبة قد لا يكون لكِ علاقة بصندوق الفقر وقد لا يكون لمعاليك صلاحية التفتيّش على الطفولة المشرّدة والأمومة المسحوقة في الأحياء والقرى والمدن، لكنها صلاحيتك بالتأكيد أن تلاحقي كل حالة طفل مشرّد لا يحظى بنصيب من التعليم سواء قُرِئَت لكِ القصاصة أو خدمك الحظ في مطالعتها بنفسك..وصلاحيتك أن تعرفي كم من الأطفال التوحديين والسبرقر وذوي الإعاقات من القابعين في بيوت أهاليهم بلا رعاية أو تعليم أو تأهيّل..
معالي النائبة هل تستطيعين أن تزودينني بإحصاءات رقمية عن أعداد هذه الحالات الخاصة على مستوى المملكة وكم منهم تشمل وزارتك بالرعاية والتعليم؟! اشك أن لدى معاليك رقم!! ولله الأمر من قبل ومن بعد.. [email protected]