تدفق 300 ألف زائر اليوم على مقر المهرجان الوطني للتراث والثقافة الثامن والعشرين بالجنادرية، الذي بدأت فعالياته اليوم، يدفعهم الشوق للماضي المجيد ومعرفة الإرث الكبير الذي خلده الآباء والأجداد في كل بقعة من بقاع المملكة العربية السعودية. واستقبلت أجنحة وأركان الجنادرية المختلفة هؤلاء الزوار من الآباء والشباب والأطفال، وسط منظومة متكاملة من التجهيزات التي وقف عليها جهاز الحرس الوطني ليقدم للمهرجان سمة بارزة جعلت الجميع يتغلغلون بين ممرات الجنادرية، بحثا عن التراث القدسم والحضارة العصرية. ووجد الجميع ضالتهم في الأجنحة والأركان التي توزعت بين مساحات الجنادرية، حيث قدمت كل جهة مالديها من معروضات مشوقة نالت استحسان الزوار بمختلف أعمارهم، كما كان للأجنحة الخليجية المشاركة وجناح الصين "الدولة الضيفة" نصيب الأسد من عدد الزوار الذين حرصوا على معرفة تراث الدول الشقيقة والصديقة. " وكالة الأنباء السعودية" دخلت في عمق هذا السيل الكبير من الزوار، لتلتقي بالمواطن محمد السريحي " 50 عامًا" الذي عبر في حديثه ل "واس" عن شوقه في استرجاع ذكريات الماضي من خلال ما يقدمه المهرجان من معروضات مختلفة تنقل للحاضر أصالة الماضي، مؤكدًا حرصه على الحضور في كل عام للجنادرية واصطحاب أبناءه ليشاركونه قراءة ذكريات الماضي، ورؤية الزمن الذي عاشه الأوائل. ومن جهته قال المواطن فايز الأحمري " 45 عامًا" حفظ الله لنا ولاة أمرنا من كل سوء، حيث أتاحوا لنا كل السبل التي تخدم المواطنين والمواطنات في جميع المجالات، ولم يغفلوا - حفظهم الله - مثل هذه المناسبات الثقافية التراثية التي تربط تطورنا وحضارتنا بالماضي السعودي التليد. واستطرد الأحمري يروي: كنت في وقتٍ من الأوقات أعيش بعض هذه التفاصيل التي أشاهدها هنا بالجنادرية، ولكن ظروفنا العملية حتمت علينا الانتقال للمدينة التي قضيت فيها نصف عمري وعشت المدنية بكل تفاصيلها، فزاد لدي الحنين للماضي الذي نطفئه هنا على أرض الجنادرية. أما الشاب خالد المقبل، فقد تحدث لنا عن تجربة والده - رحمه الله - التي كان يرويها لهم مع أخوته، حيث كان يرحمه الله يعشق زيارة مهرجان الجنادرية، ويطلب من أبناءه التفرغ للإتيان به إلى هنا للاستمتاع معهم بما يراه من تراث المملكة، ويحكي لهم عن قيمة هذا التراث، مفيدا أنهم يتذكرون هذا الماضي الذي يذكرهم بوالدهم ويدعون له بالمغفرة. وعن فعاليات هذا العام يقول المواطن يوسف الدوسري، إن الجهات الحكومية تقدم عملاً مختلفا في مهرجان الجنادرية 28، تمثل ذلك في طريقة العروض المختلفة والمتجددة في أفكارها، فالأطفال يستمتعون بجولتهم في المهرجان مع ذويهم، ويتلقون الشروحات التي تصور لهم الماضي وكيف يكون العيش في تلك الظروف، ويجدون الترحاب من المعارض والأجنحة الحكومية، ويحصلون على الكتيبات والهدايا المتنوعة. وتحدث ل"واس" مجموعة من الشباب الطموح، الذين أعربوا عن اعجابهم بما شاهدوه من تراث عريق في أجنحة دول مجلس التعاون الخليجي، ما أكد لهم مدى ترابط ولحمة الدول الخليجية في الماضي والحاضر، كما لفت انتباههم جناح الصين، ومايحتويه من معروضات تراثية وحضارية قيمة. يذكر أن اللجنة المنظمة للمهرجان الوطني للتراث والثقافة 28، قرّرت أن تفتح أبواب الجنادرية للرجال إبتداء من اليوم الخميس وحتى الأحد المقبل، فيما سيبدأ استقبال العائلات اعتبارًا من يوم الاثنين وحتى نهاية المهرجان.