ينظم مركز مكة الدولي للتوفيق والتحكيم دورتين تدريبيتين لإعداد المحكمين العرب الدوليين وذلك يوم الأحد القادم ولمدة أربعة أيام بشرم الشيخ. ويتناول البرنامج التدريبي الذي يقام بالتعاون مع مركز التحكيم بكلية الحقوق بجامعة أسيوط عدة محاور من أبرزها اتفاق التحكيم وعقد التحكيم بين الخصوم والمحكمين وتشكيل هيئة التحكيم والاتجاهات الحديثة في قانون التحكيم ودور التحكيم في تسوية المنازعات المدنية والتجارية والتحكيم في عقود الاستثمارات البترولية والتحكيم الدولي ومراكز التحكيم الدولية والطعن علي أحكام التحكيم الدولية. وتأتي هذه الدورات بعد النجاح الكبير الذي شهده المؤتمر العالمي الأول للتحكيم الدولي الذي نظمه مركز مكة الدولي للتوفيق والتحكيم تحت عنوان "التحكيم رؤية مستقبلية للفصل في المنازعات التجارية والمدنية" وشهد مشاركة محكمين من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر والجزائر والأردن واليمن وفلسطين وليبيا والعراق. وأوضح الدكتور فهد بن مشبب آل خفير رئيس مجلس أمناء مركز مكة الدولي للتوفيق والتحكيم نائب رئيس الاتحاد العربي للتحكيم الدولي بأن الدورتان تقامان بهدف إشاعة ثقافة التحكيم ضمن خطة المركز لاسيما بعد افتتاح فرعه بالقاهرة بهدف التوسع وتقديم المزيد من البرامج التأهيلية والحملات التوعوية واللقاءات التحكيمية، مشيراً إلى أن هذه البرامج تأتي ضمن التوصيات التي خرجت بها المؤتمر العالمي الأول للتحكيم الدولي. وأضاف د. آل خفير بأن التحكيم يعتبر من الموضوعات التي يزدهر نجمها يوماً بعد يوم نظراً لما تحققه للمتخاصمين من سرعة الفصل في المنازعات وبساطة في الإجراءات، حيث تعتبر الرضائية التبادلية من أهم المبادئ الأساسية للتنظيم القانوني المعاصر للتحكيم ويشمل تحديد القانون الواجب التطبيق على موضوع النزاع والإجراءات المتبعة في تسيير عملية التحكيم واختيار لغة ومكان التحكيم واختيار المحكمين أنفسهم. وأبان د. فهد آل خفير بأن التحكيم يعد من الموضوعات التي تستغل مكاناً بارزاً في الفكر القانوني والاقتصادي على المستوى العالمي، ويواكب التحكيم التطور المتلاحق في الجانب الاقتصادي الذي تعيشه البلدان كافة، مبيناً بأن التحكيم نشأ قبل القضاء باعتبار الإرادة الفردية للتسوية الودية للمنازعات، ونشهد اليوم تنامي نسبة مساهمته في حل المنازعات نتيجة الوعي بأهمية ودور التحكيم في المنازعات في ظل نمو عدد قضايا المنازعات التجارية المحلية أو الدولية. وبيّن بأن مركز مكة الدولي للتوفيق والتحكيم بالمملكة العربية السعودية يمتلك رؤية مستقبلية عبر إيجاد بيئة تحكيمية وتوفيقية متخصصة في المملكة يكون لها قصب السبق والريادة بهذا المجال حاملة بين طياتها خيرة الكفاءات من أصحاب الخبرات والمؤهلات العلمية ومتخصصة بالتوفيق والتحكيم الدولي كوسائل معتبرة في تسوية النزاعات حفاظا على مصالح المستثمرين ورجال الأعمال وكافة من ينشد المركز آملا منه في إيجاد الحل العادل له، ويأتي ذلك كله تجانسا مع النقلة الشاملة لمرفق القضاء. وأشار د. آل خفير إلى أن المركز يسعى لأن يتبوأ مكاناً عالمياً وأن يحقق الريادة في التوفيق والتحكيم، وأن يكون نموذجاً يحتذى به في تعزيز ثقافة التحكيم بالمملكة، وأن يكون الصوت الرائد للتحكيم في العالم العربي فضلاً عن التميز في التوفيق والتحكيم، كما يسعى المركز لتطوير ثقافة التحكيم والتوفيق بالمملكة والارتقاء بهذه الثقافة لنصل للعالم الأول. يذكر بأن مركز مكة الدولي للتوفيق والتحكيم يلبي الحاجات الملحة لحسم منازعات الشركات التجارية والمصارف ورجال المال والأعمال والمستثمرين وكافة الجهات والأطراف في الداخل والخارج كقضاء سريع وفعال حيث يوفر مزايا عديدة من أبرزها تفادي التعقيدات والصعوبات في الإجراءات والاستفادة من أصحاب الخبرة والمحكمين ممن تتوافر فيهم شروط ومعايير واضحة.