أكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية عمق العلاقات بين المملكة العربية السعودية، والولاياتالمتحدةالأمريكية التي تعد في أفضل مستوياتها في المجالات كافة . وقال سموه : ليس أدل على ذلك من حقائق ارتفاع حجم التبادل التجاري والاستثماري إلى أرقام ومعدلات قياسية، وفي المجال التعليمي والثقافي ارتفاع عدد الطلبة المبتعثين للولايات المتحدة إلى أكثر من سبعين ألف طالب بعد أن كان العدد سبعة الآف قبل نحو ثمان سنوات، أضف إلى ذلك نجاح البلدين في تسهيل إجراءات التأشيرات بين مواطنيهما وبمدد زمنية تصل لخمس سنوات الأمر الذي يسهم بشكل كبير في مد جسور التواصل بين شعبي البلدين. جاء ذلك في بيان صحفي تلاه سموه في المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده اليوم بمشاركة معالي وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، في مقر وزارة الخارجية بمدينة الرياض، فيما يلي نصه: "أرحب بمعالي وزير خارجية الولاياتالمتحدة السيد جون كيري، والوفد المرافق له في المملكة العربية السعودية، كما يسرني أن أهنئ معاليه بتعييه وزيراً للخارجية، واتطلع إلى العمل سوياً في الاستمرار في دعم العلاقات التاريخية والقوية والاستراتيجية بين بلدينا الصديقين, ومواجهة التحديات الإقليمية والعالمية ذات الاهتمام المشترك. وأود في هذا الصدد أن أؤكد على عمق العلاقات بين البلدين التي تعتبر في أفضل مستوياتها في كافة المجالات، وليس أدل على ذلك من حقائق ارتفاع حجم التبادل التجاري والاستثماري إلى أرقام ومعدلات قياسية، وفي المجال التعليمي والثقافي ارتفاع عدد الطلبة المبتعثين للولايات المتحدة إلى أكثر من سبعين ألف طالب بعد أن كان العدد سبعة الآف قبل نحو ثمان سنوات، أضف إلى ذلك نجاح البلدين في تسهيل إجراءات التأشيرات بين مواطنيهما وبمدد زمنية تصل لخمس سنوات، الأمر الذي يسهم بشكل كبير في مد جسور التواصل بين شعبي البلدين. وأود أن أنوه أيضاً بالتعاون بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب وتمويله وتمكننا من تحقيق نجاحات ملموسة في هذا الشأن مع استمرارنا في الجهود على المستويين الثنائي والدولي، كما أود أن أشير إلى التعاون الوثيق بين البلدين في مواجهة الأزمة الاقتصادية المالية العالمية وعبر مجموعة العشرين التي نتشارك في عضويتها وفي جهود تحقيق الاستقرار الاقتصادي والمالي العالمي. ومن المؤكد أن مستوى العلاقات ومتانتها على المستوى الثنائي جعلنا في موقع أفضل للتعاون في المجال السياسي ومواجهة العديد من التحديات الإقليمية والعالمية وهو ما تم بحثه بتعمق في اجتماعاتنا. حيث جرى بحث الأزمة السورية، وفي ضوء اجتماع روما الأخير الذي تعهد بتقديم المزيد من الدعم السياسي والمادي الملموس للائتلاف الوطني السوري بوصفه الممثل الشرعي للشعب السوري، كما شجب قيام أطراف خارجية بتزويد النظام السوري بالأسلحة التي يستخدمها في تقتيل شعبه، والمملكة من جانبها شددت على أهمية تمكين الشعب السوري من الدفاع عن نفسه كحق مشروع أمام آلة القتل والتدمير للنظام. وفيما يتعلق بأزمة الملف النووي الإيراني اجتمعت وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية البارحة بوزراء خارجية دول مجلس التعاون وقدمت لهم إيجازا للجهود الدبلوماسية القائمة لمجموعة ( 5 + 1 )، كما بحثت مع السيد كيري آخر المستجدات المتعلقة بهذا الملف، ونحن نؤيد بدورنا الجهود الرامية إلى حل الأزمة دبلوماسيا، وبما يزيل الشكوك المتعلقة بها ويضمن استخدام إيران للطاقة النووية للاغرض السلمية وفق معايير وإجراءات الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتحت إشرافها مع تطبيق هذه المعايير على كافة دول المنطقة ، ومن هذا المنطلق فإنه يحدونا الأمل في أن تسفر المفاوضات عن حل جذري لهذه الأزمة وليس احتوائها مع أهمية مراعاة عامل الزمن وأن المفاوضات لايمكن أن تسير إلى مالا نهاية . وفيما يتعلق بالنزاع الفلسطيني الاسرائيلي أكدت المملكة على أهمية استئناف جهود السلام وفق رؤية واضحة ومحددة وخطوات حقيقية وملموسة وليست تجميلية خصوصاً في ظل وجود قرارات شرعية دولية واضحة واتفاقات سابقة مبرمة ومرجعيات متفق عليها لا تتطلب سوى وضعها موضع التنفيذ للوصول إلى الحل العادل والدائم والشامل المفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والمتصلة الأطراف والقابلة للحياة وذلك في إطار حل الدولتين المستقلتين. أود أن أنوه ايضاً بدعم الولاياتالمتحدة لمبادرة مجلس التعاون في اليمن لحفظ أمن اليمن واستقراره ووحدته الوطنية والترابية ونتطلع لاستمرار هذا الدعم وفي سياق استكمال تطبيق المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية. وعن الآمل في دعم الولاياتالمتحدة لمؤتمر لندن المقبل لأصدقاء اليمن . أخيراً تطرقنا بصفة عامة لمجمل الأوضاع في المنطقة وفي سياق حفظ أمنها واستقرارها ونماءها وازدهارها وتحقيق آمال شعوبها.